وكان رئيس الرّيّ أبو مسلم ، فاتّهم ابن الصّبّاح بدخول جماعة من دعاة المصريّين عليه ، فخافه ابن الصّبّاح وهرب ، فلم يدركه أبو مسلم.
وكان ابن الصّبّاح من جملة تلامذة أحمد بن عطّاش الطّبيب الّذي ملك قلعة أصبهان. وسافر ابن الصّبّاح فطاف البلاد ، ودخل على المستنصر صاحب مصر (١) ، فأكرمه وأعطاه مالا ، وأمره أن يدعو النّاس إلى إمامته ، فقال له الحسن بن الصّبّاح : فمن الإمام بعدك؟ فأشار إلى ابنه نزار (٢).
[الدعوة للمستعلي ونزار]
ولمّا هلك المستنصر واستخلف ولده المستعلي صار نزار هذا إلى الإسكندريّة ، ودعي إلى نفسه ، فاستجاب له خلق ، ولقّب بالمصطفى لدين الله.
وقام بأمر دولته ناصر الدّولة أفتكين مولى أمير الجيوش بدر. وهذا في سنة سبع وثمانين وأربعمائة (٣).
[حصار المصريّين للإسكندرية]
فسار عسكر مصر لحصار الإسكندرية في سنة ثمان ، فخرج ناصر الدّولة وطرهم ، فردّوا خائبين (٤) ثمّ سار الأفضل فحاصر الإسكندريّة وأخذها ، وأسر نزار ، وأفتكين وعدّة.
وجرت أمور (٥).
__________________
(١) لفخري لابن طباطبا ٣٠٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤.
(٢) المغرب في حلى المغرب ٨١.
(٣) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٥ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٨ ، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٣ ، تاريخ الفارقيّ ٢٦٧ (حوادث سنة ٤٨٩ ه.) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٣٧ ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٥ ، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر ٨٣ ، المغرب في حلى المغرب ٨١ ، وفيات الأعيان ١ / ١٧٩ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٥ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٨ ، الدرّة المضيّة ٤٤٣ ، ٤٤٤ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ١٢ ، ١٣.
(٤) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٦ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٨ ، تاريخ الفارقيّ ٢٦٧ ، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر ٨٣ ، ٨٤ ، المغرب في حلى المغرب ٨١ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٥ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ١٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠٢.
(٥) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٦ ، ٣٧ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٨ ، الدرّة المضيّة ٤٤٤ و ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ١٤ ، ١٥ ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠٢.