حتّى صارت الأمراء يلبسون الدّروع تحت أثيابهم (١). وكان الوزير الأعزّ أبو المحاسن يلبس زرديّة تحت ثوبه. وأشارت الأمراء إلى بركياروق السّلطان بقصدهم قبل أن يعجز عن تلافي أمرهم. فأذن في قتلهم. وركب هو والعسكر وطلبوهم ، وأخذوا جماعة من خيامهم.
وممّن اتّهم وقتل بأنّه مقدّمهم الأمير محمد بن كاكويه صاحب يزد. وقتل جماعة برءاء سعى بهم أعداؤهم (٢).
[الباطنية في عهد المقتدي بالله]
وقد كان أهالي عانة نسبوا إلى هذا المذهب قديما في أيّام المقتدي بالله ، فأنهي حالهم إلى الوزير أبي شجاع ، فطلبهم ، فأنكروا وجحدوا ، فأطلقهم (٣).
[اتّهام الهراسيّ بالباطنية]
واتّهم الكيا الهراسيّ مدرّس النّظاميّة بأنّه باطنيّ فأمر السّلطان محمد بالقبض عليه ، ثمّ شهد له ببراءة السّاحة ، فأطلق (٤).
[حصار الأمير بزغش حصن طبس]
وفيها حاصر الأمير بزغش (٥) ، وهو أكبر أمراء الملك سنجر ، حصن طبس الّذي فيه الإسماعيليّة ، وضيّق عليهم ، وخرّب كثيرا من أسوارها بالمنجنيق ، ولم يبق إلّا أخذها ، فرحل عنهم وتركهم ، فبنوا السّور ، وملئوا القلعة ذخائر.
ثمّ عاودهم بزغش (٥) سنة سبع وتسعين (٦).
__________________
(١) هكذا في الأصل ، والصحيح : «ثيابهم» كما في : تاريخ الخلفاء ٤٢٨.
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٦٦.
(٣) الكامل ١٠ / ٣٢٣.
(٤) الكامل ١٠ / ٣٢٣.
(٥) في الأصل «برغش» بالراء. والتصحيح من الكامل ١٠ / ٣٢٤.
(٦) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٤.