[وفاة أرتاش أخي دقاق]
وقيل : بل لمّا مات دقاق أحضر طغتكين (١) أرتاش أخا دقاق من بعلبكّ ، وكان أخوه حبسه بقلعتها ، فلمّا قدم سلطنه طغتكين ، فبقي في الملك ثلاثة أشهر ، ثمّ هرب سرّا لأمر توهّمه من طغتكين. فذهب إلى بغدوين (٢) الّذي ملك القدس مستنصرا به ، فلم يحصل منه على أمل ، فتوجه إلى العراق على الرّحبة فهلك في طريقة (٣).
[حصن صنجيل ومهاجمة ابن عمّار له]
وأمّا صنجيل ـ لعنه الله ـ فطال مقامه على طرابلس ، حتّى أنّه بنى (٤) على ميل منها حصنا صغيرا (٥) ، وشحنه بالرّجال والسّلاح. فخرج صاحب طرابلس ابن عمّار في ذي الحجّة ، فهجم أهل الحصن وملكه ، وقتل كلّ من فيه ، وهدم بعضه ، ودخل البلد بالغنائم منصورا. وكان بطلا ، شجاعا ، مهيبا ، برز إلى الإفرنج مرّات ، وينصر عليهم ، وبذل وسعه في الجهاد (٦).
[تخريب المقدّم بزغش حصون الإسماعيلية]
وفيها جمع بزغش (٧) مقدّم جيش سنجر عسكرا كثيرا وخلقا من المطّوّعة ،
__________________
(١) في نهاية الأرب ٢٧ / ٧٤ «طغرتكين».
(٢) في الأصل : «بردوين» ، والمثبت عن الكامل ١٠ / ٣٧٦ ونهاية الأرب ٢٧ / ٧٤. ويقصد ببلدوين : بلدوين الأول وهو ملك مملكة بيت المقدس الصليبي (١١٠٠ ـ ١١١٨ م).
(٣) في الكامل ١٠ / ٣٧٦ : «فملكها بكتاش وعاد عنها» ، وفي نهاية الأرب ٢٧ / ٧٥ «بلتاش» ، ومثله في : المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٧.
(٤) في الأصل : «بنا».
(٥) الألكسياد لأنّا كومينا ١٦٩ ، تاريخ الرهاوي ٤٦٠.
(٦) ذيل تاريخ دمشق ١٤٦ ، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (المخطوط) ـ ج ١٢ ق ٣ / ورقة ٢٦٤ ، والمطبوع ج ٨ ق ١ / ٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤١٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٠ ، دول الإسلام ٢ / ١٨ ، الإعلام والتبيين بخروج الفرنج الملاعين ، للحريري (مخطوط) ورقة ١٦ (المطبوع) ١٥ ، معجم الألقاب لابن الفوطي ج ٤ ق ٣ / ٢٦٥ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٧٨ ، و ١٨٨.
(٧) في الأصل : «برغش» بالراء.