بسم الله الرّحمن الرّحيم
سنة إحدى وتسعين وأربعمائة
[ابتداء دولة الإفرنج]
قال ابن الأثير : (١) ابتداء دولة الإفرنج ، لعنهم الله ، في سنة ثمان وسبعين (٢) فملكوا طليطلة وغيرها من الأندلس. ثمّ قصدوا صقلّيّة في سنة أربع وثمانين فملكوها ، وأخذوا بعض أطراف إفريقية.
[بدء حملات الإفرنج إلى بلاد الشام]
وخرجوا في سنة تسعين إلى بلاد الشّام ، فجمع ملكهم بردويل جمعا كثيرا ، وبعث إلى الملك رجار (٣) صاحب صقلّيّة يقول : أنا واصل إليك وسائر من عندك إلى إفريقية أفتحها ، وأكون مجاورا لك. فاستشار رجار (٣) أكابر دولته ، فقالوا : هذا جيّد لنا وله ، وتصبح البلاد بلاد النّصرانيّة. فضرط ضرطة (٤) وقال :وحقّ ديني هذا خير من كلامكم.
قالوا : ولم ذلك؟
قال : إذا وصل احتاج إلى كلفة كبيرة ومراكب وعساكر من عندي ، فإن فتحوا إفريقية كانت لهم ويأخذون أكثر مغلّ بلادي ، وإن لم يفتحوا رجعوا إلى بلادي وتأذّيت. ويقول تميم ، يعني ابن باديس : غدرت ونقضت العهد. ونحن إن وجدنا قوّة أخذنا إفريقية.
ثمّ أحضر الرسول ، إذا عزمتم على حرب المسلمين فالأفضل فتح بيت
__________________
(١) في الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٧٢.
(٢) في الأصل : «سبعون» ، وهو غلط.
(٣) في الأصل : «رجال».
(٤) في الكامل ١٠ / ٢٧٢ «فرفع رجله وحبق حبقة عظيمة» ، ومثله في : نهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٩.