ثمّ سار إلى حصن (١) رفنية ، وصاحبه ابن أخت صنجيل ، فحاصره طغتكين وملكه ، وقتل به خمسمائة من الإفرنج (٢).
[امتلاك الإسماعيلية حصن فامية]
وفيها ملك الإسماعيليّة حصن فامية (٣) وقتلوا صاحبه خلف بن ملاعب الكلابيّ. وكان خلف قد تغلّب على حمص ، وقطع الطّريق ، وعمل أنحس ممّا تعمله الإفرنج فطرده تتش عن حمص ، فذهب إلى مصر ، فما التفتوا إليه. فاتّفق أنّ نقيب فامية من جهة رضوان بن تتش أرسل إلى المصريّين ، وكان على مذهبهم ، يستدعي منهم من يسلّم إليه الحصن ، فطلب ابن ملاعب منهم أن يكون واليا عليه لهم. فلمّا ملك خلع طاعتهم. فأرسلوا من مصر يتهدّدونه بما يفعلونه بولده الّذي عندهم رهينة ، فقال : لا أنزل من قلعتي ، وابعثوا إليّ بعض أعضاء ابني حتّى آكله.
وبقي بفامية يقطع الطّريق ، ويخيف السّبيل ، وانضمّ إليه كثير من المفسدين (٤).
[قتل ابن ملاعب بحيلة قاضي سرمين]
ثمّ أخذت (٥) الإفرنج سرمين (٦) ، وأهلها رافضة ، فتوجّه قاضيها إلى ابن ملاعب فأكرمه وأحبّه ، ووثق به ، فأعمل القاضي الحيلة ، وكتب إلى أبي طاهر
__________________
= ٣ / ٣٥٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٥ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٣٧ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٩٢ ، الإعلام والتبيين ١٧ ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠٩.
(١) في الأصل : «صن».
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٠٠ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٦ ، دول الإسلام ٢ / ٢٨.
(٣) يقال : فامية ، وأفامية.
(٤) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٥٠ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٠٨ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٦ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٤ ، دول الإسلام ٢ / ٢٨ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٧.
(٥) في الأصل : «أخذة».
(٦) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٣ (وتحقيق سويّم) ٢٨ ، ٢٩ ، أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٤١ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٤.
و «سرمين» : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وكسر ميمه ، ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة ، وآخره نون. بلدة مشهورة من أعمال حلب. (معجم البلدان ٣ / ٢١٥).