ونقل «ابن الأثير» (١) أنّه كان أكبر أولاد النّظّام ، وأنّه وزر للسّلطان بركياروق ، ثمّ انفصل عنه. وقصد نيسابور ، فأقام عند السّلطان سنجر ، ووزر له. فأصبح يوم عاشوراء صائما ، فقال لأصحابه : رأيت اللّيلة الحسين بن عليّ رضياللهعنهما وهو يقول : عجّل إلينا ، وليكن إفطارك عندنا. وقد اشتغل فكري ، ولا محيد عن قضاء الله وقدره.
فقالوا : يكفيك الله ، والصّواب ، أن لا تخرج اليوم واللّيلة. فأقام يومه كلّه يصلّي ويقرأ ، وتصدّق بشيء كثير ، ثمّ خرج وقت العصر يريد دار النّساء ، فسمع صياح متظلّم ، شديد الحرقة ، وهو يقول : ذهب المسلمون ، فلم يبق من يكشف كربة ، ولا يأخذ بيد ملهوف. فطلبه رحمة له ، وإذا بيده قصّة ، وذكر الحكاية (٢).
[القبض على الوزير سعد الملك وصلبه]
وفيها قبض السّلطان محمد على وزيره سعد الملك أبي المحاسن ، وصلبه على باب أصبهان ، وصلب أربعة من أصحابه نسبوا أنّهم باطنيّة. وأمّا الوزير فاتّهم بالخيانة ، وكانت وزارته سنتين وتسعة أشهر. وكان على ديوان الاستيفاء في أيّام وزارة مؤيّد الملك ابن نظام الملك ، ثمّ خدم السّلطان محمد وقام معه ، فاستوزره. ثمّ نكبه وصلبه (٣).
[وزارة قوام الملك]
ثمّ استوزر قوام الملك أبا ناصر أحمد ابن نظام الملك (٤).
[انتزاع قلعة أصبهان من الباطنيّة وقتل صاحبها]
وفيها انتزع السّلطان محمد قلعة أصبهان من الباطنيّة ، وقتل صاحبها أحمد بن عبد الملك بن غطّاس (٥) وكانت الباطنيّة بأصبهان قد ألبسوه تاجا ،
__________________
(١) في الكامل ١٠ / ٤١٨ ، ٤١٩.
(٢) المنتظم ٩ / ١٤٨ ، ١٤٩ (١٧ / ٩٩) ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢١.
(٣) المنتظم ٩ / ١٥٠ (١٧ / ١٠٠) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٣٧ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٣ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٧.
(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٣٧ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٤.
(٥) في المنتظم ٩ / ١٥٠ : «عطاش» و (١٧ / ١٠١) ، وكذا في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٣٠ ،