حصّل خمسمائة ألف دينار (١) ، وإنّه قد دوّن عشرة آلاف ، بعد أن كان قد وصل في ثلاثمائة فارس.
[مساومة دبيس للسلطان]
ثمّ قدم الأجهيليّ بغداد ، وقبّل يد الخليفة ، وقصد الحلّة.
وجاء السّلطان إلى حلوان ، فبعث دبيس إلى السّلطان رسالة [وخمسة و] (٢) خمسين مهرا عربيّة ، وثلاثة أحمال صناديق ذهب ، وذكر أنّه قد أعدّ إن رضي عنه الخليفة ثلاثمائة حصان ، ومائتين ألف دينار ، وإن لم يرض عنه دخل البرّيّة.
فبلغه أنّ السّلطان حنق عليه ، فأخذ الصّبيّ وخرج من الحلّة ، وسار إلى البصرة ، وأخذ منها أموالا كثيرة. وقدم السّلطان بغداد ، فبعث لحربه قزل في عشرة آلاف فارس ، فسار دبيس ودخل البرّيّة (٣).
[غدر زنكيّ بسونج بن بوري]
وفي سنة ثلاث أظهر عماد الدّين زنكيّ بن آقسنقر أنّه يريد جهاد الفرنج ، وأرسل إلى تاج الملوك بوريّ يستنجده ، فبعث له عسكرا بعد أن أخذ عليه العهد والميثاق ، وأمر ولده سونج أن يسير إليه من حماة. ففعل فأكرمهم زنكيّ ، وطمّنهم أيّاما ، وغدر بهم ، وقبض على سونج ، وعلى أمراء أبيه ، ونهب خيامهم ، وحبسهم بحلب ، وهرب جندهم.
ثمّ سار ليومه إلى حماة ، فاستولى عليها ، ونازل حمص ومعه صاحبها خرخان فأمسكه ، فحاصرها مدّة ، ولم يقدر عليها ورجع إلى الموصل. ولم يطلق سونج ومن معه حتّى اشتراهم تاج الملوك بوري منه بخمسين ألف دينار.
ثمّ لم يتم ذلك. ومقت النّاس زنكيّ على قبيح فعله.
__________________
(١) دول الإسلام ٢ / ٤٦ ، العبر ٤ / ٥٢ ، مرآة الجنان ٣ / ٢٢٩ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٢.
(٢) في الأصل : «وسأله خمسين» ، والتصحيح والإضافة من المنتظم ١٠ / ١٢ (١٧ / ٢٥٤).
(٣) المنتظم ١٠ / ١٢ ، ١٣ (١٧ / ٢٥٣ ، ٢٥٤) ، تاريخ الزمان ١٤٢ ، دول الإسلام ٢ / ٤٦ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٠٠ ، عيون التواريخ ١٢ / ٢٠٢.