مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منشئ الفطر ، خالق البشر ومميزهم بقوتي العمل والنظر ، تعالى في كبريائه وعظمته وجلّ في جبروته وصمديّته ، وصلّى الله على خير خليقته محمّد النبي وعلى الصفوة من عترته السالكين نهج طريقته.
وبعد ، فإن للعلوم منارا وقدرا فاعظم بها شرفا وفخرا ، ثمّ إنّها متفاوتة في الشرف بحسب تفاوت متعلقاتها ومختلفة في القدر بسبب (١) اختلاف معلوماتها ، ولا شكّ أنّ أشرف الأشياء هو واجب الوجود تعالى وتقدّس فالعلم به يكون أعلى وأنفس ، والعلم المتكفل به هو علم الكلام (٢) الناظر في ذات الله تعالى وصفاته
__________________
(١) ج : بياض هنا.
(٢) وقد عرّف علم الكلام تارة بأنه علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بايراد الحجج ودفع الشبه (شرح المواقف ج ١ ص ١٤) ، فعليه يكون علم الكلام في خدمة اثبات عقائد الاسلام للغير ودفع شبه المخالفين.
وتارة بأنه علم يبحث فيه عن ذات الله وصفاته وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الاسلام (شرح المقاصد ج ١ ص ٣) ، وعليه فيكون علم الكلام مجرد العلم بذات الله وصفاته سواء كان في خدمة الاثبات الى الغير أم لا بل كان معرفة بحتة.
ولهذا سمّى الغربيون علم الكلام تارة ب «ديالكتيك kitkeluiD وهو مناسب للتعريف الاول ، وتارة ب «تئولورى yjoloehT وهو مناسب للتعريف الثاني.
ثم انهم ذكروا وجوها متعدّدة لعلة تسمية علم الكلام بهذا الاسم ، ونحن ننقل هنا كلام العلامة في مقدمة كتابه : نهاية المرام (النسخة الخطية للمكتبة الرضوية ص ٣ ـ ٤) قال العلامة :
«خصص هذا العلم باسم الكلام من وجوه :
الف : العادة قاضية لتسمية البحث في دلائل وجود الصانع وصفاته وافعاله الكلام في الله