[وقوع المطر]
ووقع في شوال مطر وبرد أكبر من البيض (١).
[حروب الغزّ]
وأمّا خراسان فكانت الغز قد شبعوا ، وسكنت سورتهم ، واستوطنوا بلخ ، وتركوا النّهب. واتفقوا على طاعة الخاقان محمود بن محمد ابن أخت سنجر ، وأتابكه الأمير أي به ، فلمّا دخل شعبان سارت الغزّ إلى مرو ، فنهض لحربهم الأمير المؤيّد ، فظفر بهم ، وقتل بعضهم ، فدخلوا مرو. فجاء الخاقان من سرخس ، وانضمّ إليه المؤيّد ، فالتقوا في شوّال ، فكان بينهم مصافّ لم يسمع بمثله ، وبقي القتال يومين. وتواقعوا مرّات عديدة وانهدم الغزّ ثلاث مرّات ، ثمّ يعودون للقتال ، فلمّا طلع الضّوء من اللّيلة الثانية انجلت الحرب عن هزيمة الخراسانيّة ، وظفر الغزّ بهم قتلا وأسرا ، وعادوا إلى مرو ، وقد استغنوا عن الظّلم المفرط فشرعوا في العدل وإكرام العلماء.
ثمّ أغاروا على سرخس وأخربوا رساتيقها ، وعملوا كلّ شرّ. وقتل من أهل سرخس نحو من عشرة آلاف نفس ، وعادوا إلى مرو ، وتقهقر الخاقان بعساكره إلى جرجان. فلما دخلت سنة أربع بعث إليه الغزّ يسألونه القدوم ليملكوه كما كان فلم يركن إليهم.
فأرسلوا يطلبون ابنه جلال الدّين محمد. وتردّدت الرسل ، فبعث إليهم ابنه ، ولمّا اطمأنّ هو سار إليهم ، وكان مستضعفا معهم في السّلطنة (٢).
[حجّ ابن الجوزي]
قال ابن الجوزي (٣) : وحججت فيها ، وتكلّمت بالحرم مرّتين.
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ١٨١ (١٨ / ١٢٦) ، الدرّة المضيّة ٥٧١ ، الكواكب الدريّة ١٥٥.
(٢) الكامل في التاريخ ١١ / ٢٣٠ ـ ٢٣٢ ، العبر ٤ / ١٥١ (باختصار شديد) ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٣٧.
(٣) في المنتظم ١٠ / ١٨٢ (١٨ / ١٢٦) ، ومرآة الزمان لسبطه ٨ / ٢٣٠.