وتارة اخرى للدلالة بها على العناية القيوميّة والرحمة الفيّاضيّة ، والافاضة الرحمانيّة للقيّوم الواجب بالذات ـ عزّ سلطانه ـ بالنسبة إلى هذا الاقليم من العالم العقليّ بخصوصه ، والاستمساك [ب ـ ٦١] بأنّها من جمع «ل» و «م» فيكون المدلول عليه بها جمع نسبتي الخلق والامر ، أى ترتيب الخلق بواسطة الأمر مناطه حسبان أنّ «م» حرف عالم الخلق. وقد استبان لك سبيل الأمر هنالك.
[ف] :
والفاء : بحسب الأدوار السبعة من جهة اعتبار الطبائع أوّل المدارات في الدور الخامس ، وبحسب الأدوار الثلاثة العدديّة منزلتها في دور عقود العشرات منزلة الحاء في دور الآحاد ، أعني حرف الطبيعة بما هي مضافة ، فعقد الثمانين عروج مرتبة الثمانية وهو عدد زائد ، مزاجه «قو» ، فضل المزاج على صاحب المزاج «كو» ، وذلك مزاج «مو» عدد أجزاء النبوّة فى حديثه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ «الرؤيا الصالحة جزء من ستّة وأربعين جزءا من النبوّة» (١).
وقد دريت أنّ فضل مزاج «س» على «س» ، «مح» ؛ فضله على عدد أجزاء النبوّة درجة حرف العقل ، أعني «ب». و «س» من حيث درجتها حرف الانسان ، ومن حيث مزاجها زائد حرف مرتبة الحقيقة المحمديّة (٢) الّتي هي كمال مرتبة نوع الانسان ، والنبوّة هي كمال مرتبة القوّة القدسيّة للنفس الانسانيّة.
فاذن تكون «س» مرتبة الحقيقة المحمديّة بحسب فضل مزاجها عليها ، وهو «مح» [الف ـ ٦٢] ، ويكون فضل «مح» ـ أعني مرتبة الحقيقيّة المحمديّة ـ على «مو» ـ أعني عدد أجزاء النبوّة ـ بدرجة حرف العقل ، وهي «ب» دلالة عقليّة ، على أنّ صاحب هذه
__________________
(١) «بحار الانوار» ، ج ٦١ / ١٧٨ و «الصحيح» لمسلم ، كتاب الرؤيا ، ج ٤ / ١٧٧٤ ح ٢٢٦٣.
(٢) حرف هذه المرتبة الحقيقة المحمديّة حقّ روحانية مائة وثمانية ، وهي الحقّ المخلوق به الأشياء ، المسمّى بالمشية المخلوقة بنفسها ، والأشياء بها ؛ وهي كلمة «كن» المطلقة العامة لجميع أسماء الحقيقة الأمرية المسماة بالحقّ الاضافي وبالاضافة الاشراقية وباشراق شمس الحقيقة ، ولها تقدّم على كمال القوة القدسية المسماة بالعقل المستفاد بمرتبتين في وجه من الاعتبار. (نورى).