وحيثيّتى الأوّليّة والآخريّة ؛ وبالنظر الى الجناب الأعلى من حيث قيّاميّته الوجوبيّة وبلحاظ حقائق الجائزات ، أيضا بحسب فاقة طباع الامكان وليسيّة ذوات الممكنات في حدّ أنفسها الهالكة ؛ فسبحان الله الواحد القهّار (١) مبدأ الكلّ ومنتهاه ، واوّل كلّ شيء [الف ـ ٦٦] وآخره ، وفاعل كلّ شيء وغايته ، واليه رجوع كلّ شيء ومصيره من كلّ وجه ، ومردّه ومعاده من كلّ جهة.
فهذه العشرون حرفا امّهات الحروف ، واصول العالم الحرفيّ أربعة عشر ، منها مصدّرة بها فواتح تسع وعشرين سورة كريمة تنزيليّة بعدد أسماء الحروف ، ومضمّنة فيها الستة الباقية ، ومنها تركّبت الأسماء الحسنى الإلهيّة كلّها بحسب جميع الأجزاء ، أو بحسب الباقية ، ومنها تركّبت الأسماء الحسنى الإلهيّة كلّها بحسب جميع الأجزاء ، أو بحسب الجزء الغالب ، وسورة التوحيد لم تتركّب إلّا من ستّة عشر حرفا منها. وهنالك كنوز حقيقيّة من أسرار الحكمة المتعالية ، ضمان الكشف عنها على ذمّة «سدرة المنتهى» وكتاب «تأويل المقطّعات» باذن الله العزيز العليم.
استضاءة
ألم يقرع سمعك أنّ رهطا عرّيفين من علماء الأسرار يتولّعون بكلام روحانيّ في قالب أربعة مصاريع من الشعر ، ينزّلونها في استجلاب الخيرات واستنزال البركات منزلة عظيمة ؛ وقد صدّرنا بها كتاب «الجذوات والمواقيت» وهي :
عينان عينان لم يكتبهما قلم |
|
في كلّ عين من العينين عينان |
نونان نونان لم يكتبهما قلم |
|
في كلّ نون من النونين نونان (٢) |
__________________
(١) اقتباس من الزمر ، ٤ : «سبحانه هو الله الواحد القهار».
(٢) هنا ننقل الشرح الوارد من العلامة ، السيد احمد العلوى العاملي ايضاحا للمقام :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بعد حمد الله والصلاة على محمّد وآله خير البرية ، يقول : أحقر عباد الله الغني «أحمد بن زين العابدين العلوي» إنّ بعض إخوان الصفا وخلّان الوفاء التمس منّي شرح مصاريع من علماء الأسرار وعرفاء الكبار ، ينزّلونها في استجلاب الخيرات واستنزال البركات منزلة عظيمة ، قد صدرت عن ينبوع الحكمة ، فحل الفحول ، سهام العقول ، وهو استاذي ومن اليه في جميع العلوم استنادي ، حيث صدّر بها كتاب «الجذوات