اوّل الأعداد التّامة ، ومتحصّل المرتبة من ضرب «ب» في «و» ، وهما حرفا عالم العقل ، ومن ضرب «ج» حرف عالم النفس فى «د» حرف عالم الطبيعة بما هما هما ، وبما وجههما تاجه تجاه طوار عالم الربوبيّة ؛ فالمرتبة الاثنا عشريّة لرتبة فضلها صارت عدد البروج وعدد الشهر وعدد أسماء مراتب الأعداد ، فانّها اثنا عشر اسما من الواحد الى العشرة ، ثمّ المائة ثمّ الألف. ومنها تتحصّل أسماء سائر المراتب والعقود المتوسّطة بالتكرير والتضعيف ، وعدد نقباء بنى اسرائيل (١) ، وعدد أوصياء خاتم النبوّة ـ صلّى الله عليه وعليهم ـ وعدد حروف كلمة الإسلام وهي : «محمّد رسول الله» [الف ـ ٧١] وعدد حروف كلمة ايمان ، وهي : «على وصىّ الرّسول» وكذلك «على مظهر الهدى» ، وكذلك «على امام الورى» ، وكذلك «ورثة سيّد الرسل» وكذلك «سادة أهل الجنّة».
راشحة سماويّة
سنتلو على سمع قلبك من ذى قبل (٢) إن شاء الله العزيز ـ انّ للقضاء والقدر مراتب ، طرفاها القضاء المحض (٣) الذي ليس ـ هو بقدر ـ بشيء من الاعتبارات ، إذ لا قضاء فوقه ؛ والقدر المحض الّذي ليس ـ هو بقضاء ـ بشيء من الاعتبارات أصلا ؛ اذ لا قدر بعده ، والمراتب المتوسّطة الّتي كلّ واحدة منها قدر بالاضافة الى المرتبة المتقدّمة ، وقضاء بالقياس الى المرتبة المتأخّرة.
ومن مراتب القضاء والقدر كتاب المحو والإثبات (٤) ، وامّ الكتاب ، وأنّ كلّا
__________________
(١) قال النبي (ص) : «الخلفاء» بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بنى اسرائيل». راجع : «الخصال» ج ٢ / ٤٦٧ ح ٨ «كمال الدين» ج ١ / ٢٧١ ، «عيون الأخبار» ج ١ / ٤٩ ح ١١ ، «بحار الانوار» ج ٣٦ / ٢٣٠ ح ١٠ ، «مجمع الزوائد» ج ٥ / ١٩٠ و «تاريخ الخلفاء» للسيوطى ص ٧.
(٢) رجوع الى مطلب البداء كما مضى. (نورى)
(٣) لو اصطلحنا بلسان الوقت على القضاء المطلق ، والقدر المطلق والقضاء المضاف والقدر المضاف لعلّه كان أصح وأفصح وأبلغ وأوضح عرفا. (نورى)
(٤) إنّ المشهور بين الجهور كون القدر مساوقا لكتاب المحو والاثبات ، كما يكون القضاء مساوقا لأم الكتاب وعلى ما فصّله وحصّله ـ قدسسره ـ يكون الوجه ، العموم والخصوص مطلقا ، فلا تغفل! (نورى)