الحقّ ، والحقّ مع علي ، يدور معه حيثما دار (١)».
وقال حجّة اسلامهم ، وإمام دينهم وشيخ علمائهم ، أبو حامد الغزّالي في كتاب [ب ـ ٧] «إحياء العلوم» : «لم يذهب ذو بصيرة ممّا إلى تخطئة علي قطّ (٢)».
ومن المتّفق على روايته في صحاحهم وأصولهم «كان علي ديّان هذه الامّة بعد نبيّها. (٣)» وأورده علامة زمخشرهم في كتاب «اساس البلاغة» وفي كتابه «الفائق» (٤) وفسّره ، فقال : أى قاضيها. وقال ابن الاثير وهو صاحب جامع أصولهم في «النهاية» : «الدّيان هو القهّار ، وقيل الحاكم والقاضى ، ثم قال ومنه شعر الأعشى الجرماذيّ (٥) يخاطب النبيّ عليه الصلاة والسّلام يا سيّد الناس وديّان العرب. ومنه الحديث : كان على هذه الامّة بعد نبيّها (٦)».
ومن هناك ترى أحبار الجمهور ونحاريرهم يفوّضون أمر الإمامة بعد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ إلى اختيار الامة ، ثم لا يشترطون فيها إجماع أهل الحلّ والعقد ، بل يكتفون بالبيعة ولو من واحد. قال نحرير تفتازانهم في «شرح المقاصد» محتجّا على إمامة ابي بكر لنا وجوه : «الاوّل : وهو العمدة ، إجماع أهل الحلّ والعقد على ذلك ، وإن كان من البعض بعد تردّد وتوقّف ، على ما روى أنّ الأنصار قالوا منّا أمير ومنكم أمير ، وأنّ أبا سفيان قال : أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي عليكم تيم ، والله لأملانّ [الف ـ ٨] الوادي خيلا ورجلا. وذكر في «صحيح البخاريّ» وغيره من كتب الأصحاب أنّ بيعة علي كان (٧)
__________________
(١) راجع : «الغدير» ج ٣ / ١٨٠ ـ ١٧٦ و «ترجمه الإمام علي بن أبي طالب» ج ٣ / ١٥٨ ـ ١٥١ ح ١١٦٩ بمصادر عديدة والفاظ متلونة متظاهرة متظافرة.
(٢) لم نعثر عليه ، ولكن انظر : احياء العلوم» ، ج ٤ / ٤٣٨.
(٣) راجع : «إحقاق الحقّ» ج ٤ / ٢٧٣. وفي «البحار» ج ٢٥ / ٢٤٤ بإسناده : «قال رسول الله (ص) أخبرني جبرئيل عن الله عزوجل أنّه قال : علي بن أبي طالب (ع) حجّتى على خلقي وديّان ديني».
(٤) «اساس البلاغة» ، ص ٢٠٩ و «الفائق في غريب الحديث» ، ج ١ / ٢٥.
(٥) في المصدر : الجرمازى.
(٦) «النهاية» ج ٢ / ١٤٨ ، مع التلخيص.
(٧) في هامش نسخة المصنف : «ظ : كانت».