الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، ويقال لكلّ خطير نفيس ثقل ، فسمّاهما ثقلين إعظاما لقدرهما ، وتفخيما لشأنهما (١)» وقال الطيبي في «شرح المشكاة (٢)» : «شبّه بهما الكتاب والعترة في أنّ الدين يستصلح بهما ، ويعمر كما عمرت الدنيا بالثّقلين ، وسمّى [الف ـ ١١] الجنّ والإنس ثقلين ؛ لأنّهما فضّلا بالتمييز على سائر الحيوان ، وكلّ شيء له وزن وقدر يتنافس فيه (٣) فهو ثقل».
[حديث السفينة] :
وممّا على إثبات صحّته أطباق الامّة من الخاصّة والعامّة ، أنّه ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : «ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك. (٤)» كذلك رواه أحمد بن حنبل فى مسنده ، والحاكم في مستدركه ، وأورده السيوطي في جامعه الصغير ، والطيبي في [شرح] المشكاة. ومن طرق عديدة جمهوريّة : «من تخلّف عنها غرق (٥).»
ومن طرق كثيرة خاصيّة وعاميّة : «من تخلّف عنها زخّ (٦) في النّار.» بالزاء والخاء المعجمة. وكذلك من طريق الخاصّة في «الصحيفة المكرّمة الرضوية» وفي «كتاب عيون أخبار الرضا». وأورد ابن الاثير في «النهاية» : «من تخلّف عنها زخّ به في النّار ـ وفسّره فقال ـ أى دفع ورمى. (٧)»
__________________
(١) «النهاية في غريب الحديث» ، ج ١ / ٢١٦.
(٢) أى : شرح «مشكاة المصابيح» ، ولم توجد نسخة منها إلى الآن.
(٣) يتنافس فيه : يرغب فيه.
(٤) أخرجه من طريق أحمد بن حنبل «مشكاة المصابيح» ، ج ٣ / ٢٦٥ ، ط مصر ، «المستدرك» ؛ ج ٢ / ٣٤٣ وج ٣ / ١٥١ ، «الجامع الصغير» ، ج ٢ / ١٣٢ ، ١٦١ و «منتخب كنز العمال» ، ج ٥ / ٩٥ ، ٩٢.
(٥) راجع : «المناقب» لابن المغازلي ، ص ١٣٤ ـ ١٣١ ومصادر ذيلها.
(٦) زخّ : دفع ، رمى.
(٧) «صحيفة الإمام الرضا» ، ص ١١٦ ، ح ٧٧ ومصادر ذيلها ، «عيون أخبار الرضا» ، ج ٢ / ٢٧ ح ١٠ ، «النهاية» ، ج ٢ / ٢٩٨. ولتفصيل المصادر انظر : «احقاق الحق» ، ج ٩ / ٢٨٩ ، ٣٧٠ وج ١٨ / ٢٨٤ ، ٣٢١ ؛ فاغتنم.