صحاحهم وأصولهم جميعا. وهنالك من الطريقين ، مسانيد صحاح ، وطرق مستفيضة يجمعها أنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «الأئمّة بعدي من عترتي ، عدد نقباء بني اسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، والتاسع مهديّهم (١)».
وفي صحاحهم الستّة واصولهم الجامعة أنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «المهديّ من عترتي من ولد فاطمة ، يملأ الارض قسطا وعدلا كما [ب ـ ١٢] ملئت جورا وظلما (٢)».
وإنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي (٣)».
وإنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم ، حتّى يبعث فيه رجلا منّي ، أو من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (٤)».
قال [الطيبي] في «شرح المشكاة» : «هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أنّ الخلافة مختصّة بقريش ، لا يجوز عقدها لغيرهم ، وبيّن ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أنّ هذا الحكم مستمرّا إلى آخر الدهر ، ما بقى من الناس اثنان». (٥)
قلت : يا هذا! لو لم تكن في عقلك آفة ، وفي بصيرتك عاهة ، لنطقت بالحق ؛ وقلت فيها دليل ظاهر على أنّ الخلافة مختصّة بعترة النبيّ وأهل بيته ، لا يجوز عقدها لغيرهم من قريش ، وإنّ هذا الحكم مستمرّا إلى آخر الدّهر ما بقى من الناس اثنان.
__________________
(١) لم نعثر على صريح الفاظه ، ولمضمونه راجع : «عوالم العلوم» ، ج (١٥ / ٣) ، ص ١٤٩ ـ ١٤٨ و ١٦٨ ـ ١٦٧.
(٢) راجع : «احقاق الحق» ، ج ١٣ / ١٠٦ ـ ٩٨ وج ١٩ / ٦٧٢ بمصادر عديدة.
(٣) «المسند» لأحمد ، ج ٣ / ٣٤٣ و «السنن» للترمذى ، ج ٤ / ٥٠٥ ، خ ٢٢٣ ، كتاب الفتن.
(٤) «المسند» لأحمد ، ج ٣ / ٣٤٣ ، «احقاق الحق» ، ج ١٩ / ٦٥٩ بمصادر عديدة وروايات متظاهرة متظافرة و «العمدة» ، ص ٤٣٣ ح ٩٠٧.
(٥) لتفصيل أحاديث هذا الموضع فليراجع : «الخصال» ، ج ٢ / ٤٨٠ ـ ٤٦٦ ، «كشف الغمة» ، ٣ / ٢٣٨ ـ ٢٢٧ ، «العمدة» ، ٤٣٩ ـ ٤١٦ و «عوالم العلوم» ج (١٥ / ٣).