الدرب عن مسألة لم يجب السائل ، فقيل له في ذلك : فقال : إنّي أخذت العلم من جعفر بن محمد الصّادق ـ عليه‌السلام ـ ، وكنت اذا أتيت إليه لاستفيد منه نهض ولبس [ب ـ ١٤] أفخر ثيابه ، وجلس في مسنده وحمد الله تعالى وأفادنى شيئا (١). واستفادة ابى حنيفة منه ـ عليه‌السلام ـ ظاهرة (٢) غنيّة عن البيان.

قال شيخهم الحافظ الناقد ، أبو عبد الله الذهبيّ في كتاب «ميزان الاعتدال في نقد الرجال» : «جعفر بن محمّد بن على بن الحسين الهاشميّ ، أبو عبد الله ، أحد الأئمّة الأعلام ، برّ صادق ، كبير الشأن.» ، ثم قال : «لم يرو مالك عن جعفر حتّى ظهر أمر بني العبّاس.» (٣) وقال في مختصره ، في رجال الكتب الستّة : «جعفر بن محمّد الصادق ، أبو عبد الله ؛ قال أبو حنيفة : ما رأيت أفقه منه مشى ، وقد دخلني له من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور في موكبه» (٤).

وقال عضد علمائهم في كتاب «المواقف» من فضائل علي ـ عليه‌السلام ـ : «اختصاصه بمصاحبة كفاطمة سيّدة نساء العالمين (٥) ، وولدين كالحسن والحسين ، وهما سيّدا شباب أهل الجنة ، ثمّ اولاده (٦) ممّن اتّفق الأنام على فضلهم على العالمين ، حتّى كان ابو يزيد البسطاميّ (٧) مع علوّ طبقته سقّاء في دار جعفر الصادق (ع) ، وكان معروف الكرخي بوّاب دار علي بن موسى الرّضا (٨)». وقال امامهم الرازي : انّ أبا يزيد البسطامي كان يفتخر بأنّه يستقي الماء لدار جعفر الصّادق ـ عليه‌السلام ـ. ومعروف الكرخي أسلم (٩)

__________________

(١) راجع : «كشف الغمة» ، ج ٢ / ٣٦٩.

(٢) انظر : «المناقب» لابن شهر آشوب ، ج ٤ / ٨.

(٣) «ميزان الاعتدال» ، ج ١ / ٤١٤.

(٤) ـ.

(٥) «سيّدة نساء العالمين» ليس في مصدرنا.

(٦) في المواقف : اولاده اولاده.

(٧) «البسطامي مع علوّ طبقته» من «شرح المواقف».

(٨) «المواقف» ، المرصد الرابع ، المقصد الخامس ، ص ٤١٢ ، «شرح المواقف» ، ج ٨ / ٣٧٢.

(٩) راجع : «المناقب» لابن شهر آشوب ، ج ٤ / ٣٦١ نقلا من ابن شهرزوري.