على يدي الرضا ـ عليهالسلام ـ ، وكان بوّاب داره إلى أن مات (١). [الف ـ ١٥].
وناقدهم البصير ابن الاثير ذكر في «جامع الاصول» : مولانا الثامن أبي الحسن الرضا ـ صلوات الله عليه ـ فقال : وعقد له البيعة والعهد بالخلافة بعد المأمون بغير اختياره ، وإليه انتهت إمامة الشيعة في زمانه ، وفضائله أكثر من أن تحصى ، سلام الله عليه ورضوانه» (٢).
ولقد ثبت لدى العلماء والمحدّثين من الخاصّة والعامّة بأسانيد معتبرة عن الصادق ، جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ـ عليهالسلام ـ ، عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أنّه قال : «سندفن بضعة منّي بأرض خراسان ، لا يزورها مؤمن أو مؤمنة إلّا أوجب الله له الجنّة ، وحرّم جسده على النّار (٣).» ومن طريق آخر معتبر الأسناد عن جابر بن يزيد الجعفى ، قال : سمعت وصيّ الأوصياء ، وارث علم الأنبياء ، أبا جعفر ، محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب ـ عليهمالسلام ـ يقول : حدّثني سيّد العابدين ، علي بن الحسين ، عن سيّد الشهداء ، الحسين بن على ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ، ما زارها مكروب إلّا نفّس الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله له ذنوبه (٤).» [ب ـ ١٥].
وليعلم أنّ قول ابن الاثير بغير اختياره إجمال تفصيله على ضرب من الإيجاز أنّ المامون كان يتلمّس الأمر منه ، وكان ـ عليهالسلام ـ يتأبّاه ، وكان يقول : حدّثني أبي عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ انّي أموت قبلك ، فأجبره المأمون وأكرهه على ذلك ، وعقد
__________________
(١) ولتفصيل مناقبه فليراجع : «كشف الغمة» ، ج ٢ / ٣٦٦ ، «المناقب» لابن شهر آشوب ، ج ٤ / ٢١٤ و «تذكرة الخواص» ، ص ٣٤١.
ومن المؤسف عليه أنّ المؤلّف لم يتعرض بفضائل موسى بن جعفر ـ عليهالسلام ـ. ولهذا راجع : «تذكرة الخواص» ص ٣٤٨ ـ ٣٥١.
(٢) قارن : «البداية والنهاية» ، ج ١٠ / ٢٤٦.
(٣) راجع : «من لا يحضره الفقيه» ، كتاب الحج ، باب الزيارات ، ج ٢ / ٥٨٣ و ٥٨٥ ، ح ٣١٨٧ و ٣١٩٤.
(٤) قارن : المصدر السابق.