في غير موضع واحد من صحيحه : أنّ فاطمة بنت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أرسلت إلى ابي بكر بعد وفاة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وسالته أن يقسم لها ميراثها مما ترك ممّا أفاء الله عليه ، وكانت تطلب نصيبها ممّا ترك رسول الله من خيبر وفدك ، فقال لها ابو بكر : إنّ رسول الله [ب ـ ٢٠] ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : لا نورّث ما تركنا صدقة ، وأبى أبو بكر عليها أن يدفع إليها شيئا من ذلك! فغضبت فاطمة بنت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ على أبى بكر ، فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتّى توفّيت ، ولم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ستّة أشهر ، فلمّا توفّيت دفنها زوجها على ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر (١) ، وصلّى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ؛ فلمّا توفّيت استنكر علي وجوه الناس فلم ير (٢) مدفعا وبدّا من مصالحة أبي بكر ومبايعته ؛ ولم يكن يبايع تلك الأشهر. فأرسل إلى ابى بكر أن ائمتنا ولا يأتنا أحد معك ، كراهية لحضور عمر.
فقال عمر : والله! لا تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر : وما عسيتم (٣) أن يفعلوا بي ، والله! لآتينّهم ، فدخل عليهم أبو بكر ، فقال على ـ عليهالسلام ـ لأبي بكر : والله! يا أبا بكر لم يكن موجدتنا عليك إنكارا لفضل ذي فضل ، ولا طمعا في حقّ ذي حق ولا نفاسة (٤) على أحد خيرا ، ساقه الله إليه ، ولكنّك يا أبا بكر استبددت علينا بالأمر ، وكنّا نرى أنّ لنا في هذا الأمر حقّا (٥) ، ولقرابتنا من رسول الله نصيبا ، فاستأثرت بحقّنا علينا وقطعت نصيبنا [الف ـ ٢١] من رسول الله. وكان يذكر منزلته وقرابته من رسول الله حتّى (٦) فاضت عينا أبي بكر ، اتّفقا على أن يكون موعدهما العشيّة للبيعة (٧) ، ثمّ بدا لأبى بكر (٨) ؛ فلمّا صلّى الظهر رقى على
__________________
(١) خ : أبو بكر.
(٢) «فلم ير ... الأشهر» لم توجد في المصدر.
(٣) هكذا في الأصل ، وفي المصدر : عسيتهم.
(٤) لم توجد في المصدر بهذه العبارات.
(٥) «لنا في هذا لامر حقا» ساقطة من المصدر.
(٦) «فاستأثرت ... حتّى» ساقطة فى المصدر.
(٧) «واتفقا ...» : نقل عن المصدر ملخّصا.
(٨) «ثم ... لابى بكر» ليست فى المصدر.