عليه وآله وسلّم ـ قال للاصحاب : «إنّكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيمة ؛ فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة (١)».
وإنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال لكعب بن عجرة : «أعيذك بالله من إمارة السفهاء ، قال : وما ذاك يا رسول الله؟ قال امراء سيكونون من بعدي ، من دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا منّي ولست منهم ؛ ولن يردوا على الحوض ، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك منّي وأنا منهم ، واولئك يردون على الحوض (٢)».
وإنّ أبا ذر قال : «قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفيء؟ قلت : على عاتقي ، أمّا والذي بعثك بالحقّ أضع سيفي على عاتقى ، ثمّ أضرب به حتّى ألقاك! قال : أولا أدلّك على خير من ذلك ، تصبر حتّى تلقاني (٣)».
وبالجملة المخرجات في هذا الباب غير محصاة ، ولا مشكوك في صحّتها بالنقل المتواتر ، فما لكم لا تنصرون يا اولى الأبصار!.
تذييل
هل بلغك أنّ [الف ـ ٢٢] لمّة (٤) من علماء العامّة ضاق عليهم المخرج من النقل المتواتر عنه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، أنّ القائم بالأمر بعده اثنا عشر خليفة ، وإن هم إلّا أئمّة الشيعة الامامية ، فحاولوا الفصية (٥) عنه بأنّ المراد الخلفاء من بعده إلى عمر بن عبد العزيز ، فبه يتمّ الاثنا عشر. أمّا كان لك أن تقول لهؤلاء السفهاء يا قوم! ما اتيتم به
__________________
(١) راجع : «الجامع» للترمذى ، كتاب الفتن ، ج ٤ / ٤٨٢ ح ٢١٨٩ و «مصابيح السنة» ، ج ٣ ح ٢٧٧٢.
(٢) راجع : «مصابيح السنة» ، ج ٣ / ١٦ ح ٢٧٩١.
(٣) راجع : «مصابيح السنّة» ، ج ٣ / ١٩ ح ٢٨٠٠ و «المسند» لأحمد ج ٥ / ١٨٠.
(٤) اللّمة : الجماعة.
(٥) الفصية : التخلّص من خير أو شر.