قال شيخهم الحافظ الفقيه الدميري الشافعيّ في موضعين من كتاب «حيوة الحيوان» : «روى الحاكم في كتاب الفتن والملاحم من «المستدرك» عن عبد الرحمن بن عوف ، أنّه قال كان لا يولد لأحد مولود الّا اتى به إلى النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فيدعو له ، فادخل (١) عليه مروان بن الحكم ، فقال هو [ب ـ ٢٤] الوزغ بن الوزغ ، الملعون بن الملعون ، ثمّ قال صحيح الإسناد ، وروى بعده بيسير عن محمّد بن زياد قال : لمّا بايع معاوية لابنه يزيد قال مروان : سنة أبي بكر وعمر. فقال عبد الرحمن أبى بكر سنّة هرقل وقيصر. فقال له مروان : أنت الّذي أنزل الله تعالى فيك (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) (٢) فبلغ ذلك عائشة فقالت : كذب والله ما هو به! ولكنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لعن أبا مروان ومروان في صلبه ، ثمّ روى الحاكم عن عمرو بن مرّة الجهنّي ، وكانت له صحبة ـ رضى الله عنه ـ قال : إنّ الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي (٣) صلىاللهعليهوآله ـ نعرّف صوته ، فقال ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ اايذنوا له ، لعنة الله تعالى عليه وعلى من يخرج من صلبه إلّا المؤمن منهم ، وقليل ما هم يشرفون (٤) في الدنيا ويضعون في الآخرة ذووا مكر وخديعة ، يعطون في الدنيا ، وما لهم في الآخرة من خلاق (٥)».
ومن بعده عبد الملك بن مروان الجائر الظلوم الغشوم المقدام على سفك الدماء ، وكلّ من عمّاله كالحجّاج بن يوسف وأخيه ، والملهّب وأبي صغره وغيرهم كان يلقّب برشح الحجر لبخله ، جاءته الخلافة وهو يقرأ في المصحف فطبّقه وقال : هذا فراق بيني وبينك. (٦)
ومن بعده الوليد بن عبد الملك ، وقد روى عن [الف ـ ٢٥] عمر بن عبد العزيز
__________________
(١) في المصدر : فدخل.
(٢) الاحقاف ، ١٧.
(٣) في المصدر : على الرسول.
(٤) فى المصدر : يشرخون.
(٥) «حيوة الحيوان» ، ج ٢ / ٤٢٢ ، مادّة «وزغ».
(٦) اقتباس من «الكهف» ، ٧٨.