أتوعد كلّ جبار عنيد |
|
فما أنا ذاك جبّار عنيد |
إذا ما جئت ربّك يوم حشر |
|
فقل يا ربّ مزّقني الوليد |
فأجمع أهل دمشق على خلعه وقتله ، فلمّا دخلوا عليه في قصره ، يوم كيوم عثمان ؛ فقتلوه وقطعوا رأسه وطيف به في دمشق.
فانظروا معاشر العقلاء! هل يستحلّ ذو مسكة ما أن يقال أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يقول : «لا يزال الإسلام عزيزا والدّين قائما ، ما ولّيهم اثنا عشر رجلا (١).» من أمثال هؤلاء الخلفاء من الشجرة الملعونة!؟
ثمّ إنّ المتتبّع المتمهّر (٢) إذا لطّف التدبّر ، ودقّق التأمّل في تواتر الأخبار وتناقل الآثار بزغ (٣) له كفلق الصّبح ، أنّ حديث نزو القرود ليس يتخصّص بهؤلاء ؛ بل إنّه مرتق منهم إلى معاوية بن [الف ـ ٢٦] أبي سفيان ، وهو الذي قد صحّ أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ دعا عليه في مواقع عديدة ، منها ما في صحيح مسلم وساير صحاحهم أنّه لمّا دعاه فقيل له : يا رسول الله! هو يأكل ، قال ـ عليهالسلام ـ : «لا أشبع الله بطنه. (٤)» ثمّ منه إلى عثمان بن عفّان ، وهما من الشجرة الامويّة ؛ ثمّ إلى شيخى لصوص الخلافة ، وامامى سرّاق الإمامة ؛ فمن المستبين أنّ فعلتهما الّتي فعلاها من بدو الأمر كانت كالبذور ، وما ترتّب عليها من بعد كالزروع لها.
ومن ثمّ قال علّامة تفتازانهم في «شرح المقاصد» بهذه العبارة : «إنّ ما وقع بين الصحابة من المشاجرات (٥) على الوجه المسطور في كتب التواريخ ، والمذكور على السنة
__________________
(١) قد جاء هذا الحديث بطرق مختلفة والفاظ متلوّنه من طريق الخاصة والعامة.
انظر : «الصحيح» لمسلم ، ج ٣ / ١٤٥٢ ح ٦ كتاب العمارة ، «العمدة» ، ص ٤١٧ ، «مصابيح السنة» ، ج ٤ / ١٣٧ ح ٤٦٨٠ وأيضا كتاب «العوالم» ، ج (١٥ / ٣) ، ص ٩٥ ـ ١٠٠ من عدّة مصادرنا.
(٢) خ : المهر.
(٣) بزغ : طلع.
(٤) راجع : «الصحيح» لمسلم ج ٤ / ٢٠١٠ ح ٢٦٠٤ ، «المسند» للطيالسي ج ١١ / ٣٥٩ و «السبعة من السلف» ، ص ١٨٣.
(٥) في المصدر : المحاربات.