عليهالسلام ـ عجبا يا ابن عبّاس كانّه كره ما سالته عنه ، ثمّ قال : هما حفصة وعائشة (١).» وكذلك أورده البخاري فى صحيحه (٢).
وفي «مجمع البيان» : «وردت الرواية من الخاص والعام ، أنّ المراد بصالح المؤمنين : أمير المؤمنين على ـ عليهالسلام ـ ، وهو قول مجاهد. وفي كتاب «شواهد التنزيل (٣)» بالإسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ : «قال لقد عرّف رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عليا ـ عليهالسلام ـ أصحابه مرّتين ، أمّا مرة فحيث قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، وامّا الثانية : فحيث نزلت (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (٤) أخذ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بيد علي فقال أيّها الناس هذا صالح المؤمنين».
وقالت أسماء بنت [الف ـ ٣٠] عميس (٥) سمعت النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يقول : «وصالح المؤمنين علي بن أبي طالب». (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ) (٦) أى بعد الله وجبريل وصالح المؤمنين» (٧) (ظَهِيرٌ) (٨) أى : فوج مظاهر له ، كأنّهم يد واحدة على من يعاديه ، فهذا من الواحد الّذي يؤدّي معنى الجمع كقوله سبحانه : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٩) ثمّ إنّ الله سبحانه ضرب هنالك لهما مثلين في مطاوى ما تضمّناه من أسرار البلاغة ما لا يبلغه إحصاء الأنظار البالغة».
ولقد صحّ في باب الحشر من مشكاتهم ومن مصابيحهم وفي مواضع وأبواب من صحيحى بخاريّهم ومسلمهم وفي ساير صحاحهم واصولهم عن ابن عبّاس ـ رضى
__________________
(١) «الكشاف» ، ج ٤ / ٥٦٦.
(٢) «الصحيح» للبخاري ، كتاب التفسير ، سورة التحريم ، ج ٦ / ٥٤٣ ح ١٣٣٩.
(٣) «شواهد التنزيل» ، ج ٢ / ٢٦٣ ح ٩٩٦.
(٤) التحريم ، ٤.
(٥) راجع «شواهد التنزيل» : ج ٢ / ٢٥٧ ـ ٢٥٦ ح ٩٨٦ ـ ٩٨٢.
(٦) التحريم ، ٤.
(٧) راجع : «مجمع البيان» ، ج ٥ / ٣١٥ ـ ٣١٦.
(٨) التحريم ، ٤.
(٩) النساء ، ٦٩.