الله عنهما ـ عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إنّه قال لأصحابه : «انّكم محشورون حفاة عراة غرلا (١) ثم قرأ (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ [وَعْداً عَلَيْنا] إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) (٢) ألا! وإنّ أوّل من بكى يوم القيامة ابراهيم ، وإنّ ناسا من أصحابي ، ويؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : أصيحابي أصحابي! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك! إنّهم لن يزالوا مرتدّين على أعقابهم مذ فارقتهم ، فأقول [ب ـ ٣٠] كما قال العبد الصالح (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٣) (٤).
ومن طريق آخر : «سيجاء برجال من أصحابي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول يا ربّ أصحابي! فيقول : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنّهم لا يزالون مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم (٥)».
ومن طريق آخر : «يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلّئون عن الحوض ، يا ربّ أصحابي! فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك! إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى (٦)».
ومن طريق آخر : «فيقال إنّهم كانوا يمشون بعدك القهقرى (٧)».
قال ابن الاثير في «النهاية» : «فيحلّئون عن الحوض ، أى يصدّون عنه ويمنعون من وروده (٨).» وقال : «يمشون بعدك القهقرى ، قال الأزهريّ معناه ارتداد عمّا كانوا عليه ، وقد قهقر وتقهقر والقهقرى مصدر. ومنه قولهم رجع القهقرى أى : رجع الرجوع الّذي
__________________
(١) غرلا : غير مختون ، غملة : القلفة والجلدة التي تقطع في الختان. والمراد هاهنا : انهم يحشرون كما خلقوا.
(٢) الأنبياء ، ١٠٤.
(٣) المائدة ، ١١٨ ـ ١١٧.
(٤) راجع : «الصحيح» للبخاري كتاب الأنبياء ، ج ٤ / ٥٩٦ ح ١٥٠٥ و «الصحيح» لمسلم ، كتاب الجنة وصفة نعيمها ، ج ٤ / ١١٩٥ و «مصابيح السنة» ، ج ٣ ح ٤٢٨٧.
(٥) راجع : «الصحيح» ، للبخاري ، كتاب التفسير ، سورة المائدة ، ج ٦ / ٣٩٠ ح ١٠٥١ مع اختلاف يسير.
(٦) راجع : «الصحيح» للبخاري ، الجزء الثامن ، ص ١٢٠ ، ط مصر مكتبة عبد الحميد الحنفي ، «العمدة» ، ص ٤٦٨ نقلا من «الجمع بين الصحيحين» ، «جامع الاصول» ، ج ١١ / ١٢٢.
(٧) راجع : المصدر الآتى.
(٨) «النهاية» ، ج ١ / ٤٢١.