[الف ـ ٣٧] ـ في قوّتنا ـ وجدنا أن نتعقّله ، فهذا هو الخروج من حدّ التشبيه.
الثاني : انّ كلّ ما هو من الكمال المطلق للموجود بما هو موجود من الأسماء والصفات يجب إثباته للموجود الحقّ الذي هو بارئ الوجود وفاطر الذوات وجاعل الموجودات على الاطلاق ، وذلك هو الخروج من حدّ الابطال والتعطيل ، ويجب مع ذلك أن يعقل عقلا مستفادا أنّ كلّ اسم وصفة يثبت له سبحانه ، فإنّه بحسب نفس مرتبة الذات ومصداقه ومطابقه بحت نفس الحقيقة ، ولا كذلك الأمر فيما سواه أصلا ، فكلّ موجود دونه ، فانّ أيّة صفة اثبتت له ، وأىّ اسم أجرى عليه وراء اسم ذاته ، انّما يتصحّح له ذلك ، لا بحسب نفس الذات ، بل بحسب مرتبة متأخّرة عن مرتبة نفس الحقيقة ، وباعتبار أمر آخر وراء سنخ جوهر الذات ، زائد على صرف أصل الحقيقه ؛ فهذا هو الخروج من حدّ التشبيه.
الثالث : انّ حيثيّة وجوب الذات ووجوب الوجود بالذات هي بعينها حيثيّة الوجوب الحقّ من كلّ وجه والفعليّة المحضة من كلّ جهة ، فجميع الحيثيّات الكمالات المطلقة ، وقاطبة جهات الصفات الحقيقيّة مضمّنة في هذه الحيثيّة الحقّة القيّوميّة الوجوبيّة ، وهي بوحدتها الحقّة الحقيقيّة مستحقّه أسماء جهات المجد والكمال واعتبارات حيثيّات العزّ والجلال بأسرها ، وهذا ما قد اقترّ في مقرّه في علم ما فوق الطبيعة انّ الواجب الوجود بالذّات واجب الوجود من جميع الجهات [ب ـ ٣٧] وذلك هو الخروج من حدّ الابطال والتعطيل.
واذ ذلك بالفحص البالغ والنظر الغائر مستوجب أن يكون جملة الأسماء المختلفة التقديسيّة والتمجيديّة والعقود الكماليّة الايجابيّة والسلبيّة مطابقها ومصداقها ، وما بازائها جميعا نفس الحيثيّة الواحدة الحقّة القيّوميّة الوجوبيّة بمرتبة ذاتها ، وأسماء الصفات الحقيقيّة الكماليّة مرجعها بأسرها هنالك الى اسم الذات الواجبة الحقّة القيّوميّة بنفس مرتبتها ، إذ هي بنفسها تستحقّ جملة تلك الأسماء والعقود بالذات حقيقة لا بالعرض ولا بالمجاز ؛ فالقيّوم الواجب بالذات ـ عزّ مجده ـ له جملة الأسماء الحسنى والأمثال العليا من حيث نفس مرتبة ذاته الأحديّة من كلّ وجه وبحسب صرف حيثيّة