وشرّاح صحيحى البخاريّ ومسلم ، ومن عداهم من أترابهم وأضرابهم ومن في طبقتهم أو أعلى طبقة منهم ، تأويل ذلك وتفسيره على مطابقة الاصول والضوابط ، ولقد نطق التنزيل الكريم في القرآن الحكيم بإثباته في مواقع عديدة على ما سينكشف لك عن كتب من ذي قبل إن شاء الله العزيز. وعند ذلك يستبين معنى ما قاله زرارة بن أعين في شعره.
وأمّا ما قاله الناقد المحقّق في الفصيّة (١) عنه فممّا يستغرب مثله عن مثله أشدّ الاستغراب ، فهنالك أخبار جمّة (٢) صبّة (٣) متضافرة (٤) متظافرة ، (٥) متكثّرة الطرق ، معتبرة الأسانيد ، متفنّنة المتون بلفظة البداء وتصاريفها ، رواها أساطين الحديث وأعمدة الرواية كالأبي جعفرين الثلاثة ومن في مرتبتهم ـ رضى الله تعالى عنهم ـ وقد أخرجها تشعّب طرقها واختلاف أسانيدها من حيّز أخبار الآحاد ، أدخلها في حريم باب التواتر ، والأبو جعفران (٦) الأعظمان الأقدمان قد أفرد كلّ منهما لها بابا سمّاه باب البداء وإثبات مغزاها [الف ـ ٥] المروم ، والقول بمعناها المصطلح عليه من صراح ضروريّ الدين ؛ ومرّ المتواتر بالمعنى قطعا.
وليعلم أنّ الرواية الّتي ذكر أنّهم رووها عن الصادق ـ عليهالسلام ـ لم يرووها أحد منهم على ما أورده أصلا. كيف وقد ثبت وصحّ من طرقهم ورواياتهم ، بل ومن الطرق الجمهوريّة أيضا أن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قد نبّأ بأئمّة أمّته وأوصيائه من عترته!؟ وأنّ جبرئيل ـ عليهالسلام ـ نزل بصحيفة من السماء فيها أسماؤهم وكناهم ـ عليهمالسلام ـ شحنت (٧) بالروايات في ذلك كتب الحديث ؛ ونحن قد أخرجنا طائفة منها
__________________
(١) الفصيّة : التخلص فى خير أو شر.
(٢) الجمة : الكثيرة.
(٣) الصبة : صبّ الماء أى سبكه ، ولكن الصبة بضم الصاد بمعنى الاسم جماعة من الناس ، والمصنف ذكرها بفتح الصاد.
(٤) المتضافرة : المتعاونة.
(٥) متظافرة : المتعاونة.
(٦) كذا.
(٧) شحنت : ملأت.