فليتبصّر!
استصباح
[في المباحث الحروفية والعددية]
ألم يقرع سمعك في طبقات العلم الّذي فوق الطبيعة ، أنّ انطباق العوالم بعضها على بعض من أصول ما ضبطته القوانين وأعطته البراهين ، وأنّ [الف ـ ٤٧] أساطين الحكماء الإلهيين الذين يذوقون مطاعم الحقائق وينالونها بذائقة القوّة القدسيّة ويدركون طعوم الدقائق ويعرفونها بقوّة الذائقة الحدسيّة ، مطبقون على أنّ العالم الحرفي كالجسد ، والعالم العددي كالروح الساري فيه ، وهما ـ بما فيهما من تأليفات النسب وامتزاجات الخواصّ ـ منطبقان على عوالم التكوين بما فيها من النسب الكونية والبدايع الصنعيّة ، وكالاظلال والعكوس والثمرات والفروع بالاضافة إلى أضواء عالم الأنوار العقليّة ، بما هنالك من ازدواجات مشافعة الجهات والحيثيّات ، والابتهاجات المنبعثة عن أشعّة الشروقات والاشراقات.
فمن امّهات المسائل أنّ نسبة الثواني إلى الأوّل أمّ جميع النسب ، وربّما قالوا نسبة الجوهر الأوّل الى القيّوم الأوّل أمّ جميع النسب. واذ روحانيّة العدد للحرف فى حساب الجمّل ـ بضمّ الجيم وتشديد الميم المفتوحة ـ انّما يعتبر بحسب شبح مرتبة الدرجة ، المعبّر عنها «بالزبر» ، أعني الصورة الرقميّة (١).
[ألف] :
والألف ، روحانيّة درجتها الوحدة ، وهي بتكرّرها راسم (٢) عوالم العدد ، ومبدأ مراتب الكثرة. ومخرج الألف المتحرّكة في اقليم النطق وهي الهمزة متقدّم على مخارج
__________________
(١) فلا رقم له في عالم الصورة خاصة ، الّا في ضمن سائر الحروف ، فتبصّر! (نورى).
(٢) مخ : راسمة.