الحروف كلّها. وشبحها الرقمىّ (١) أيضا أصل [ب ـ ٤٧] أشباح الحروف وعنصرها الأوّل وراسمها بأسرها في تطوّراتها المختلفة ، ولا يكون شيء من سائر الحروف عروا (٢) عنها ؛ بل أنّ مرجعها ومعادها جميعا اليها في بطنان الباطن وابطن المراتب بتّة ، وهي لا تتّصل بحرف أصلا ، ويتّصل بما سائر الحروف الّا خمسة ، فلذلك (٣) وضعت بروحانيّتها ، لأن يدلّ بها على مرتبة ذات البارئ الواحد الحقّ جلّ سلطانه بما هو هو ، لا من حيث الاضافة إلى غيره.
[ب] :
والباء : روح درجتها الأثنوة وهي زوج الأوّل وأول تكارير الوحدة ، وصورتها الرقميّة «ب» وهي أوّل ما يرتسم من تطوّرات «ا» وتجليّاتها ، واليها مصيرها في مرتبة الدقيقة الّتي هي أولى مراتب البيّنات. فمن ثمّ جعلت حرف عالم العقل ، أو العقل الاوّل الّذي هو أفضل المبدعات ، وأوّل الثواني ، وعنه التعبير ب «القلم الأعلى» و «اليد اليمنى» وان كان الرحمن عزّ سلطانه يداه المبسوطتان (٤) كلتاهما يمين. (٥)
وليس في سنخ ذاته ازدواج الكثرة التحليليّة وتشافع عقد النكاح الساري بين
__________________
(١) أى شبح الألف المطلقة ، لا ألف همزة ، وهي العنصر الماء الأوّل الذي كان عليه عرش الرحمن. (نورى).
[أيضا منه] : وشبحها الرقمى أيضا أصل الى ذلك الشبح الألفي المسمّى عندنا ب «الألف المطلقة» ، منزلته في سائر الحروف ـ حتّى الألف الهمزة ـ بمنزلة النفس الرحماني الذي يظهر في كلّ شيء من الأشياء بحسبه ، ولا ظهور له عندنا وعند أنظارنا وأبصارنا وبصائرنا من حيث صرافة جوهره ، فانّه هو الاسم المكنون المخزون عنده تعالى. اللهم لمن تجرّد وانسلخ إلى عالمه الذي هو فوق عالم الدهر الأيمن الأعلى وليس عالم السرمد ، فلم يظهر مطلقا ولا يظهر أبدا لنا ما دمنا نحن ولا ظاهر الّا هو ، كما لا باطن الّا هو ، وهو ظهور الحقّ وبطونه. (نورى).
(٢) عروا : مصدر «عرا». وعرا فلانا أى قصده ، ولكن لا يناسب المقام ، والظاهر عريا من عرى ، وعرى ثيابه أى خلعها.
(٣) ليس كذلك ، إذ ذات البارى أجلّ من ذلك (نورى).
(٤) اقتباس من سورة المائدة ، ٦٤ : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ)
(٥) مخ : يمينا. مكان يده اليمنى ، وهي العقل الأوّل الكلّي المسمّى بالمحمدية البيضاء في الدهر الأيمن الأعلى ، ومنزل يده اليسرى وهي النفس الكلية الالهية المسماة بالعلوية العليا في الدهر الأيمن الأسفل ، هذا هو سرّ التفاوت عنهما متى كون كلّ منهما يمينا فتفطّن! (نورى).