وهي عشرة ؛ وشكل صورتها الرقميّة الاستدارة التامّة ، ومن اتّصال درجتها بدرجة ما بعدها يتحصّل «هو» ، وهو الاسم الأعظم كما قد وردت به الرواية عن باب مدينة العلم ودار الحكمة ، مولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ـ عليهالسلام (١).
وقد قال فريق من أئمّة العلوم اللسانيّة والعقليّة (٢) أنّ الأصل في «الله» اسم الذات الأحديّة القيوميّة ، «ه» ثم اشبعت فحصل «هو» والحقت بها اللام تارة ، فصارت له «فله الخلق والامر» (٣) ثمّ الحقت به تارة اللّام الاخرى فصارت «لله» (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (٤) وتارة اخرى الحقت به الالف واللام فصارت «الله» ، فجعل علما لذات القيّوم الحقّ سبحانه تعالى سلطانه.
فمن حيث جامعيّة هذه المراتب وقاهريّة هذه المنازل والفضائل استحقت «ه» أيضا أن تجعل حرف ذات الباري القيّوم الحقّ جلّ سلطانه ، ولكن لا من حيث نفس الذات بما هو هو ـ كما «ا» ـ بل بحسب لحاظ الاضافة إلى ما دونه ، ونسبة الاضافة لوجود ما سواه.
[و] :
والواو : ومن الحروف الدائرة التامّة ، تكرّرت درجتها بعينها في آخر الدقيقة ، وتوسطت بينهما درجة «ا» بمنزلة القلب ، فضاهت الباء من حيث نيل درجة «ا» في مرتبة الدقيقة ، وصورتها الرقميّة أيضا دائرة تامّة [ب ـ ٤٩] بحسب الشكل على رأس قوس أصغر من النصف. وهى خماسيّة المراتب ، سباعيّة الحروف ؛ عدد درجتها زوج الفرد ، وهو العدد التامّ في دور الآحاد ، أعني السّتة ؛ وهي مسطّح «ب» في «ج» ، وأوّل الاعداد التامّة والعدد الدائر المستدير ، ولكن غير تامّ الاستدارة ، مزاجها الحاصل من أجزائها
__________________
(١) راجع : «التوحيد» ، ص ٨٩ ح ٢.
(٢) منهم : العلامة الخفرى في تفسيره آية الكرسى ، وكأنّه شرح لرسالة «النيروزية» للشيخ الرئيس.
(نورى) أيضا راجع : «الجذوات» ، ص ١٢٤ ـ ١٢٥ نقلا من الخفري.
(٣) اقتباس من سورة الاعراف ، ٥٤ : «ألا له الخلق والأمر».
(٤) النجم ، ٣١.