الذات عنها.
ومن هذه المنزلة كانت مقمنة (١) أن دلّ بها تارة على الأمر الابداعيّ واضافة الباري القيّوم الى كلّ عالم الأمر بخصوصه بالفاعليّة والغائيّة والمبدئيّة والمعاديّة ، وأخرى لمجعول هذا الابداع. ومتعلّق هذه الإضافة أعني مجموع عالم الأمر وجميع مراتب الامريّات وهويّات الابداعيّات الشواهق [الف ـ ٥٦] والعوالى من العقول والنفوس بأسرها في وجودها وتماميّتها ، وبدؤها وعودها وذاتها وفعلها بما هي ملحوضة الاستناد في تلك الجهات والاعتبارات الى بارئها الحقّ سبحانه فيلحظ أنّ افاعيل العقول الفعّالة وتأثيرات النفوس المدبّرة بأمر فعّاليّته وصنع تدبيره.
ومن هناك اعتبر تكرير اللام بين الألف والهاء في جهتى الأوّل والآخر ، فصار «الله» علما للذات القيّوميّة الفعّالة الحقّة الأحديّة ، وكان تركيب (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (٢) كلمة التوحيد من هذه الحروف لا غير.
[م] :
و «م» بحسب الطباع أوّل الدور الرابع من الأدوار السبعة ، وبحسب الرتبة في الأدوار الثلاثة العدديّة المدار الرابع من مدارات دور العشرات ، منزلتها في دور عقود العشرات منزلة «د» في دور مراتب الآحاد ، والعلاقة بينها وبين «ا» متكرّرة من الطرفين فثانية «م» ، «ا» ؛ وفي ثانية «ا» ، «م» ؛ وهي من الحروف الثلاثة الدائرة التامّة الاستدارة تكرّرت درجتها في الدقيقة ، وعددها عقد الأربعين زوج الفرد البالغ تمام نصاب الكمال ، وهو عدد زائد مزاجه من أجزائه العادّة عدد درجة «ن» ، أى عقد الخمسين. وقد تكرّر أيضا في مرتبة الدقيقة أعني [ب ـ ٥٦] «يم» ومجموع مرتبتى درجتها ودقيقها عقد التسعين ، نصاب كمال درجة «ط» ، وكون درجتها متحصّلة من ضرب «ه» في «ح» ، ومن
__________________
(١) مقمنة : مخلقة.
(٢) محمّد ، ١٩.