خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إن رسول الله " ص " قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة ، إنما يأكل آل محمد من هذا المال ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله، فأبى أبو بكر أن يدفع فاطمة منها شيئا ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي ـ الخبر (١).
٣٥٧ ـ ومن الرواية في ذلك ما رواه مسلم في صحيحه في الجزء الثالث من أجزاء ستة في أواخره على نحو ثلاث كراريس من النسخة المنقول منها بإسناده أن فاطمة بنت رسول الله " ص " أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إن رسول الله قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، إنما يأكل آل محمد من هذا المال ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل رسول الله ، فأبى أبو بكر أن يدفع فاطمة شيئا ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ابن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي عليه السلام (٢).
(قال عبد المحمود) : في هذين الحديثين عدة طرائف :
فمن طريف ذلك أنهم نسبوا محمدا " ص " نبيهم إلى أنه أهمل أهل بيته
__________________
(١) البخاري في صحيحه : ٥ / ١٧٧.
(٢) مسلم في صحيحه : ٣ / ١٣٨٠.