٥٤ ـ ورواه علماء التاريخ مثل محمد بن يحيى الأزدي وابن جرير الطبري (١) والواقدي ومحمد بن إسحاق وأبي بكر البيهقي في دلائل النبوة (٢) وأبي نعيم في كتاب حلية الأولياء (٣) والأشبهي في الاعتقاد عن عبد الله بن عمر وسهل بن سعد وسلمة بن الأكوع وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر برايته مع المهاجرين وهي راية بيضاء فعاد يؤنب قومه ويؤنبونه ، ثم بعث عمر بعده فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه حتى ساء ذلك " ص " فقال : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه ، فأعطاها عليا ففتح على يديه(٤).
٥٥ ـ ورواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى : " ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا " (٥) وذلك في فتح خيبر قال : حاصر رسول الله " ص " أهل خيبر حتى أصابتنا مخمصة شديدة ، وإن النبي أعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس ، فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه ورجعوا إلى رسول الله يجبنه أصحابه ويجبنهم ، وكان رسول الله (ص) قد أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس. فأخذ أبو بكر راية رسول الله ثم نهض فقاتل ، ثم رجع فأخذها عمر فقاتل ثم رجع ، فأخبر بذلك رسول الله (ص) فقال : أما والله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة ،
__________________
(١) تاريخ الطبري : ٣ / ٩٣ ط بيروت.
(٢) رواه البيهقي في السنن الكبرى : ٩ / ١٠٦ ، وكذا في الاعتقاد : ١٥١.
(٣) حلية الأولياء : ١ / ٦٢ و ٤ / ٣٥٦ ، والحاكم النيسابوري في المستدرك : ٣ / ٣٨.
(٤) محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٨٢ ، وابن حجر في الصواعق المحرقة : ٧٢.
(٥) الفتح : ٣.