في اللذّة والألم
(وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ* وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ* وَلَا
الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) (١)
أصل
اللذّة : هي إدراك الملائم.
والألم : هو إدراك للمنافي.
وهما أيضا ـ عند التحقيق ـ يرجعان إلى الوجود والعدم ؛ لأنّ الملائم للشيء ما هو خير وكمال بالنسبة إليه ، والمنافي له ما هو شر ووبال بالقياس إليه ، ومآل الخير والشرّ ـ كما دريت ـ إلى الوجود والعدم ، ومآل الإدراك إلى الاتحاد بالمدرك ، وأمّا الأمور الوجودية المؤلمة فإنّما إيلامها يرجع إلى الأعدام كما أشرنا إليه ، ولو كانت وجودات بحتة لما كانت مؤلمة ، وكذا لو كانت أعداما بحتة لما أمكن إدراكها أصلا ، مع أنّ الألم أيضا من جنس الإدراك ، ولكنّه متعلّق بالوجود المستلزم لعدم ما ، من حيث استلزامه له ، أو بوجود العدم ، كما دريت.
__________________
(١) ـ سورة فاطر ، الآية ١٩ ـ ٢١.