تعلّقي ، وإليه أشير في الحديث القدسي : «يا موسى أنا بدّك اللازم» (١) ، ويسمى صاحبها الغني ، أو الواجب ، بالقياس إلى الغير ، وهو قد يكون غنيا بالذات ، وقد يكون فقيرا.
وكذلك ضرورة العدم ، إمّا بالذات أو بالغير ، أو بالنظر إلى الغير ، فله الأقسام الثلاثة ، ويسمى بالامتناع ، وصاحبها بالممتنع ، والهالك ، على القياس.
وأمّا لا ضرورة الوجود ، ولا العدم ، فهي إنّما تكون بالذات ، أو بالقياس إلى الغير ، ولا تكون بالغير ، وإلّا فلو قطع النظر عن ذلك الغير يبقى هو ممكنا فقيرا في حدّ ذاته ، أو واجبا غنيا ، أو ممتنعا هالكا ، فإن كان ممكنا فلا تأثير للغير في إمكانه ، لتساوي فرض وجوده وعدمه ، واعتباره ولا اعتباره ، وقد فرض كونه مؤثرا ، هذا خلف.
وإن كان واجبا ، أو ممتنعا في ذاته ، فقد أزاله ذلك الغير عمّا يقتضيه ذاته ، وكساه خلاف ما استوجبه بطباعه ، وهذا محال ، كيف لا ، وما بالذات لا يزول ، ولا يزال ، إذن يلزم الانقلاب المحال ، وليس كذلك إذا كان الوجوب أو الامتناع بالغير حين كون الذات متّصفة بالإمكان الذاتي ؛ لأنّه عبارة عن لا اقتضاء الذات إحدى الضرورتين ، لا اقتضاؤها سلبهما.
وبينهما فرق ؛ إذ الأوّل سلب تحصيلي ، لا إيجاب سلب ، أو إيجاب عدول ، والثاني إيجاب لأحدهما ، والسلب البسيط التحصيلي بما هو كذلك لا يخرج صدقه على شيء بحسب ذاته إلى اقتضاء من تلقاء تلك الذات له ، بل يكفي فيه عدم الاقتضاء على الإطلاق.
__________________
(١) ـ تاريخ بغداد : ٢ : ٢٤٤ ، والموضوعات لابن الجوزي : ٣ : ١٣٦ ، وفيهما «يا ابن آدم» بدل «يا موسى».