أصل
كلّ فقير بالذات من وجه ما فهو فقير بالذات من جميع الوجوه ؛ إذ لو كان غنيا بالذات من وجه فلا يخلو إمّا أن يكون ذلك الوجه ذاته ، أو شيئا من صفاته ، لا جائز أن يكون شيئا من صفاته بعد أن يفرض فقيرا في ذاته ؛ إذ كلّ صفة فإنّما تكون بعد الذات ، فلو افتقر في ذاته افتقر في صفاته بطريق أولى.
ولا جائز أن يكون ذلك الوجه ذاته بعد أن يفرض فقيرا في شيء من صفاته إلى غيره ؛ لأنّه حينئذ إذا اعتبر ذاته من حيث هو بلا شرط ، أي مع قطع النظر عن ذلك الغير ، وجودا وعدما ، فإما أن يكون غنيا بالذات مع وجود تلك الصفة ، أو مع عدمها ، وكلاهما محال ؛ لاستلزام الأوّل وجود المسبب مع قطع النظر عن وجود سببه. والثاني عدمه مع قطع النظر عن عدمه ، مع أنّه لا يخلو في نفس الأمر عن الأمرين ، فإذا كان غناؤه في ذاته ـ مع قطع النظر عن الغير ـ محالا ، فيكون مفتقرا في ذاته إلى الغير ، فلا يكون غنيا بالذات في ذاته ، وقد فرضناه كذلك ، هذا خلف.
أصل
كل مستغن بالغير فهو غير بسيط الحقيقة ؛ لأنّ الّذي له باعتبار ذاته غير الّذي له باعتبار غيره ، وهو حاصل الهوية منهما جميعا في الوجود.
فهو ذو جهتين : جهة بها يكون موجودا مستغنيا بالغير من حيث هو موجود مستغن بالغير ؛ وجهة بها تتعيّن هويّته الوجودية وهو اعتبار كونه في أي