ثم ما لا ينقسم في الكم أصلا قوّة ، أو فعلا ، ثمّ الواحد بالاتصال ، ثمّ الواحد بالاجتماع الطبيعي.
والواحد الشخصي أحق بالوحدة من الواحد النوعي ، لكون وحدته ذهنية ، وهو من الواحد الجنسي ، لشدة إبهامه.
فصل
قال أستاذنا ـ دام ظلّه ـ : الوحدة تساوق الوجود في صدقها على الأشياء ، فكلّ ما يقال عليه إنه موجود ، يقال عليه إنه واحد ، وفي عدم تقوّمها للماهيات ، وكيفية عروضها لها ، فإنّ الماهية إذا أخذت بنفسها من حيث هي هي فلا تخلو عن شوب وحدة ، إلّا أن للعقل أن يجرّدها عن كافة الوحدات ، ثمّ يحكم عليها بلزوم الوحدة ، وعروضها إياها كالوجود بعينه.
وفي تقوّمها للإنّيات ومقوليتها عليها بالتشكيك ، وفي أنّ لها معنى انتزاعيا هو كون الشيء واحدا ، ومعنى حقيقيا هو ما به يكون الشيء واحدا بالذات ، والأوّل من لوازم نفي الكثرة ، والثاني من لوازمه نفي الكثرة ، والأوّل ظلّ للثاني ، ينتزع فيه من نفس ذاته بذاته ، لا يزيد عليه إلّا باعتبار العقل ، وينتزع في غيره لأجل ارتباطه وتعلّقه به ، فما أشبه حالها بحال الموجود ، بل هي عينه حقيقة ، وإن كانت غيره مفهوما ، ولهذا توافقه في القوّة والضعف ، فكلّ ما وجوده أقوى فوحدانيته أتمّ (١).
لا يقال : الكثير من حيث هو كثير موجود ، ولا شيء من الكثير من حيث
__________________
(١) ـ أنظر : الأسفار الأربعة : ٢ : ٨٢.