في القوة وما يقابلها
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (١)
أصل
القوّة قد تقال لمبدأ التغيّر في شيء آخر من حيث هو آخر ، سواء كان فعلا أو انفعالا.
وقد تقال لما به يجوز أن يصدر عن الشيء فعل أو انفعال ، وأن لا يصدر ، ويرجع إلى الإمكان الاستعدادي بالمعنى الّذي مضى ذكره ، ويقابلها الفعل.
وقد تقال لما به الشيء غير متأثر عن مقاوم ، ويقابلها الضعف.
أصل
قوّة المنفعل قد تكون مهيّئة نحو القبول دون الحفظ ، كالماء ، وقد تكون قوّة عليهما ، كالشمعة ، وقد تكون قوّة الشيء على أمر واحد ، كقوّة الفلك على الحركة الوضعية ، أو أمور محدودة ، أو غير متناهية ، كقوّة المادّة الأولى ؛ إذ لا صورة لها ، ولكن تقوى بتوسط شيء على شيء.
__________________
(١) ـ سورة فصلت ، الآية ١٥.