من لوازم الماهية ، فالجسمية وإن لم تمنع من الكثرة لكن الوجود الصوري الّذي للجسم المحيط يمنع أن يكون نوعه إلّا في شخص واحد (١).
أصل
الجسم ينتهي بسطحه ، وهو قطعه ، والسطح ينتهي بخطّه ، وهو قطعه ، والخط ينتهي بنقطة ، وهي قطعه (٢) ، والجسم يلزمه السطح ، لا من حيث تقوّم جسميّته ، بل من حيث يلزمه التناهي بعد كونه جسما ، فلا كونه ذا سطح ، ولا كونه متناهيا ، أمر يدخل في تصوره جسما ، ولذلك قد يمكن قوم أن يتصوروا جسما غير متناه إلى أن يبيّن لهم امتناع ما يتصورونه.
وأمّا السطح ، كسطح الكرة من غير اعتبار حركة أو قطع ، فيوجد ولا خطّ ، وأمّا المحور والقطبان والمنطقة فمما يفرض عند الحركة والخط ، كمحيط الدائرة قد يوجد ولا نقطة.
فأما المركز فعند ما تتقاطع أقطار ، أو عند حركة ما ، أو بالفرض وقبل ذلك ، فوجود نقطة في الوسط كوجود نقطة في الثلثين وسائر ما لا يتناهى فإنّه لا وسط ، ولا سائر مفاصل الأجزاء في المقادير إلّا بعد وقوع ما ليس بواجب فيها من حركة ، أو تجربة.
__________________
(١) ـ وردت هذه الأسئلة والأجوبة في الأسفار الأربعة : ٤ : ٢٤ ، تحت عنوان : إشكالات وانحلالات.
(٢) ـ هكذا في المخطوطة ، وأمّا في شرح الإشارات فقد نقل عبارة الإشارات ، هكذا : «الجسم ينتهي ببسيط وهو قطعه ، والبسيط ينتهي بخطه وهو قطعه ، والخط ينتهي بنقطته وهو قطعه». أنظر : شرح الإشارات : ٢ : ١٥٤ ، تحت عنوان : تنبيه.