في الزمان والآن
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً
وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (١)
أصل
الشيء إذا كان عدمه مع وجود شيء آخر ، فإذا صار موجودا كان ذلك الشيء متقدّما عليه باعتبار اقترانه مع عدم هذا الحادث ، ومعه باعتبار اقترانه مع وجوده ، فتقدم الشيء المتقدّم ليس باعتبار نفس ذاته ؛ لأنّ ذاته قد توجد مع ذات المتأخّر ، بخلاف قبليّته ، كالأب بالقياس إلى الابن ، فإنّ جوهر الأب قد يوجد مقارنا لجوهرين ، وأمّا قبليّته للابن فلا توجد مع جوهر الابن ، فإذن قبليّته زائدة على ذاته.
ولا باعتبار وصف لازم لذاته ، فإنّه ـ أيضا ـ باطل ، يظهر بطلانه بما ذكر من أن ذات المتقدّم توجد مع زوال وصف التقدّم ، وذلك عند كونه مقارنا لوجود ما تقدّم عليه ، ولا نفس عدم المتأخّر ؛ إذ قد يكون بعد وجوده أيضا ، ولا اعتبار مركب من اعتبار نفس وجود المتقدّم ، واعتبار نفس عدم المتأخّر ؛ إذ قد تتحقق هذه الهيئة التركيبية بعد ، كما إذا فرضنا وجود الأب مع العدم الحاصل لابنه بعد
__________________
(١) ـ سورة الأعراف ، الآية ٣٤.