وما فيها ، والأخرى منفصلة ، كحركات العناصر وما منها الّتي لها ابتداء زماني وانتهاء زماني.
فكذلك الزمان ـ أيضا ـ على قسمين بوجه : أحدهما الزمان المتصل ، وهو مقدار حركة العالم ، من الأيام والليالي والشهور والسنين والقرون ، والثاني الزمان المنقطع ، كزمان نموّ النبات ، وبلوغ الحيوان ، أو فصول السنة.
فكما أنّ عمر الشخص ومدّة تكوّنه لا يمكن أن يكون متحققا قبله ، فكذلك عمر العالم ، ومدّة تكوّنه لا يمكن أن يكون حاصلا قبله ، وستتضح هذه المباحث مزيد اتضاح في مباحث حدوث العالم ، إن شاء الله.
فصل
وأمّا الآن ، فله معنيان :
أحدهما : ما يتفرّع على الزمان ، وهو أطرافه ، ونهاياته الغير المنقسمة ، المفروضة فيه ، وهو فاصل للزمان باعتبار ، وواصل له باعتبار آخر.
أما كونه فاصلا ؛ فلأنه يفصل الماضي عن المستقبل ، وهو بهذا الاعتبار واحد بالذات ، اثنان بالاعتبار ، فإنّ مفهوم كونه نهاية للماضي غير مفهوم كونه بداية للمستقبل.
وأمّا كونه واصلا ؛ فلأنه حدّ مشترك بين الماضي والمستقبل ، ولأجله يكون الماضي متّصلا بالمستقبل ، وهو بهذا الاعتبار واحد بالذات والاعتبار جميعا ؛ لأنّه باعتبار واحد يكون مشتركا بين القسمين ؛ لأنّه جهة اشتراكهما ، وقد مضى كيفية حدوث الآن بهذا المعنى ، وكيفيّة عدمه ، في مباحث القديم