في المكان والحيّز
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ) (١)
أصل
كل جسم نسب إلى مكان بأنه فيه يكون مكانه غيره ، وغير أجزائه ، ويصحّ انتقاله منه بالكلّية ، أو بتبدّل أجزائه بالنسبة إلى أجزائه إن لم ينتقل.
ويصحّ حصول جسمين في واحد منه على سبيل البدل ، ولا ينتقل بانتقال الجسم ، ولا تحصل معه مباينة بحسب الوضع فيه ، بل هو بجملته مساو له.
فهذه أمارات المكان وخواصّه ، وهو لا يجوز أن يكون أمرا غير منقسم ، ولا أن يكون منقسما في جهة واحدة فقط ؛ لاستحالة حصول الجسم في النقطة ، أو الخط ، فهو إمّا منقسم في جهتين ، فيكون سطحا ، أو في الجهات ، فيكون بعدا ، وإذا كان سطحا لا يجوز أن يكون حالا في المتمكن ، وإلّا لانتقل بانتقاله ، بل فيما يحويه.
ولا بدّ أن يكون مماسّا للمتمكّن حاويا له من جميع الجوانب ، وإلّا لم يكن مالئا له.
__________________
(١) ـ سورة الأعراف ، الآية ١٠.