في أصول النشآت ، وكيفية نشوء الآخرة
من الأولى ووجوه الفرق بينهما
(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ
مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ
بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (١)
أصل
العوالم كثيرة ، لا يعلم عددها إلّا ربّ العالمين ، وأصولها ترجع إلى نشآت ثلاث :
عقلية روحانية ، تسمى بعالم الغيب والجبروت ، وأصحابها السابقون (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (٢).
وخيالية مثالية ، تسمى بعالم البرزخ والملكوت ، وأصحابها أصحاب اليمين (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ* وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) (٣).
وحسّية جسمانية ، تسمى بعالم الشهادة والملك ، وأصحابها أصحاب
__________________
(١) ـ سورة الأعراف ، الآية ١٨٥.
(٢) ـ سورة الواقعة ، الآية ١١ و ١٢.
(٣) ـ سورة الواقعة ، الآية ٢٨ و ٢٩.