بالجمع والادّخار ، ليسا من رعاة الدين في شيء ، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهمّ بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة ، إمّا ظاهرا مشهورا ، وإمّا خائفا مغمورا ، لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته ، وكم ذا ، وأين أولئك ، أولئك والله الأقلّون عددا ، والأعظمون عند الله قدرا ، يحفظ الله بهم حججه وبيّناته ، حتّى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره (١) المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه. آه آه ، شوقا إلى رؤيتهم» (٢).
__________________
(١) ـ في المخطوطة : ما استوعر منه.
(٢) ـ نهج البلاغة : ٤٩٥ ، حكمة رقم «١٤٧».