وإليهم الإشارة بقولهم عليهمالسلام : «إنّ شيعة عليّ الحلماء العلماء ، الذّبل الشفاه ، تعرف الرهبانية في وجوههم» (١).
وبقولهم عليهمالسلام : «إنّ شيعتنا الذين يتبعوننا ، ويطيعون جميع أوامرنا ونواهينا ، فأمّا من خالفنا في كثير ممّا فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا ، إنّما هم من موالينا ومحبّينا» (٢).
فظهر أنّ من لم يكن على الصفات المذكورة ممّن سواهم عليهمالسلام فهو داخل في الهمج والغثاء ، وإن كان من أهل النجاة من وجه ، بل من المنتسبين إلى العلم إذا كان علمه مقصورا على العلوم الرسمية الظاهرية ، كما يستفاد من قول أمير المؤمنين عليهالسلام في الحديث السابق «أو منقادا لجملة الحقّ ، لا بصيرة له في أحنائه» (٣) ، فإنّ المراد به المقلّد الشامل لمن ذكر ، مع أنّ سياق كلامه عليهالسلام يقتضي دخوله في الهمج ، وكذا قولهم عليهمالسلام : «وإنّما هم من موالينا ومحبّينا» (٤) مع أنّهم عليهمالسلام حصروا غيرهم في الشيعة والغثاء ، إلّا أنّ في دخول مثله على الإطلاق في أصحاب الشمال إشكالا على المحجربين (٥) ، وإن كان ذلك غير لازم ، وعسى أن ينحلّ في محلّه ، فإنّا سنعود إلى هذا البحث إن شاء الله.
__________________
(١) ـ أمالي الصدوق : ٥٦١ ، ح ٢ ، وفيه : «يا علي ، إخوانك ذبل الشفاه ...».
(٢) ـ تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٢ : ٣١٦ ، ضمن الحديث ١٦١.
(٣) ـ نهج البلاغة : ٤٩٥ ، حكمة رقم «١٤٧».
(٤) ـ تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٣١٦ ، ح ١٦١.
(٥) ـ هكذا في المخطوطة.