في ضوابط مهمّة
(هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى) (١).
أصل
إنّ من المستبينات المركوزة في فطرة الله الّتي فطر الناس عليها ، أنّه لا يجوز أن يترجّح أحد المتساويين على الآخر ، من غير مرجّح ، ولا أن يرجّحه غيره بدون ذلك ، وأنّه لا يجوز أن يدخل في دار الوجود أمر جزافا ، ولا اتّفاقا ، كما قال مولانا الإمام الصادق عليهالسلام : «أبى الله أن يجري الأشياء إلّا بالأسباب» (٢).
وسنبيّن بالبرهان أنّ لكلّ موجود سببين ، فاعليا ، وغائيا ، ولكلّ منهما سببان آخران كذلك ، وهكذا إلى أن ينتهي إلى مسبب الأسباب ، فعند ذلك يقف اللمّ ؛ لاتّحاد السؤال هنالك بالجواب ، كما ستقف عليه إن كنت من أهله.
أصل
إنّ لله سبحانه في خلق الكائنات أسبابا ، ومبادىء ، غائبة عن شعور
__________________
(١) ـ سورة البقرة ، الآية ١٨٥.
(٢) ـ بصائر الدرجات : ٦ ، ح ١ و ٢ ؛ وص ٥٠٥ ، ح ٢.