الحسّاس المتحرّك بالإرادة ، الّذي يغتذي ، وينمو ، ويولد ، بل الإنسان الّذي هو عالم صغير ، وما يخصّه من الأحكام الإنسانية (١).
أصل
ومن المستقرّات في مقر الفطرة الإنسانية : بطلان الدور ، المستلزم لتقدّم الشيء على نفسه ، وتأخّره عنها ، فإنّ ذلك يحكم به كلّ من له أدنى مسكة من دون تجشّم برهان.
وأمّا التسلسل في الأمور المترتبة المجتمعة الآحاد ، فلا تقضي ببطلانه أوائل العقول ، بل يحتاج فيه إلى إقامة البرهان.
ولكنّ الإنصاف أنّ البراهين المشهورة في ذلك من التطبيق ، والتضايف ، وذي الوسط ، وغيرها ، كافية لمن لا تغلبه شيطنة الوهم ، مع أنّ هذا الحكم من الأمور المقرّرة ، المفروغ عنها عند أهل العلم كافّة ، فلا مجال للتوقّف فيه ، وعليه يبنى كثير من المسائل والعلوم ، كما ستقف عليه.
أصل
ومن القواعد المقرّرة ، الكثيرة الفوائد ، قاعدة الإمكان الأشرف ، الموروثة من بعض أكابر القدماء (٢) ، وهي مبنية على ثلاث مقدّمات ، مبرهنة في محالّها ،
__________________
(١) ـ المبدأ والمعاد : ١٦٩ ، فقد ذكر القول ضمن (فصل في بيان المحدد للجهة).
(٢) ـ وهو أرسطو ، أنظر : المبدأ والمعاد : ٢٠٦.