الله العقل» (١).
قال مولانا الباقر عليهالسلام : «لو علم الناس كيف ابتدأ الخلق ما اختلف اثنان ، إنّ الله تعالى قبل أن يخلق الخلق قال : كن ماء عذبا ، أخلق منك جنّتي ، وأهل طاعتي ، وكن ملحا أجاجا ، أخلق منك ناري ، وأهل معصيتي ، ثمّ أمرهما فامتزجا ، فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر ، والكافر المؤمن» (٢).
وفي لفظ آخر : «إنّ الله تعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا ، وماء مالحا أجاجا ، فامتزج الماءان» الحديث (٣).
وهذه جملة نأتي بتفاصيلها وبراهينها إن شاء الله تعالى.
أصل
ليس في الوجود موجود بالذات سوى الوجود ، إذ لو وجد غيره ، فإما أن يكون الوجود زائدا عليه ، فيلزم أن يكون له وجود قبل وجوده ؛ لأنّ ثبوت الشيء للشيء فرع لثبوت المثبت له ؛ أو جزء له ، وننقل الكلام إلى الجزء الآخر ، وهكذا إلى أن يتسلسل ، وهو محال.
نعم ، للعقل أن ينتزع من الوجودات الممكنة معنى غير الوجود ، لست أقول منفكّا عنه ، فإنّ الكون في العقل وجود عقلي ، كما أن الكون في الخارج وجود خارجي ، بل أقول من شأنه أن يلاحظه وحده ، من غير ملاحظة الوجود ،
__________________
(١) ـ عوالي اللئالي : ٤ : ٩٩ ، ح ١٤١.
(٢) ـ الكافي : ٢ : ٦ ، ح ١.
(٣) ـ الكافي : ٢ : ٨ ، ح ١.