ليس حصولا لصورة شيء ، وهكذا يتسلسل الأمر إلى غير نهاية ، وهو محال.
وإن كان بالاتحاد ، فهو المطلوب.
وكذلك حكم العوارض اللاحقة لاستغناء الموضوع عنها في تحصّله النوعي والشخصي ، على أنّ المعلوم قد يكون جوهرا ، أو مع جوهر ، فعلم أنّ كلّ إدراك وعلم فهو باتّحاد بين العالم والمعلوم.
وكل من أنصف من نفسه علم أن النفس العالمة ليست ذاتها بعينها هي الذات الجاهلة ، بل الجاهل من حيث هو جاهل لا ذات له أصلا ؛ لأنّه من هذه الحيثية قوّة العلم فحسب ، والقوّة عدمية ، وليست الصور العلمية كالقنية المالية من الذهب والفضة ، والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا ، أي وجودات الماديات ذوات الأوضاع الجسمية بعضها لبعض الّذي مرجعه إلى وجود النسب الوضعية (١).
وصل
قد تبيّن من هذا البيان أن العلم لا يتعلّق بالأجسام بما هي أجسام ، أي بوجوداتها الخارجية ؛ وذلك لأنّ صورها بما هي هي ليست حاصلة هذا النحو من الحصول الاتحادي الّذي وصفناه ، إلّا لموادّها ، كما دريت.
وإذا كان حصولها لموادّها فلم تحصل أنفسها لها ، بل لا يحصل لها شيء أصلا ؛ لأنّ القائم بالغير الحاصل له تكون إنّيته بعينها إنّيّته للمحلّ ، فلو حصل له شيء يكون حصوله في الحقيقة لمحلّه لا له ، والمادّة إذ هي أمر عدمي ليست إلّا
__________________
(١) ـ أنظر : الشواهد : ٢٤٢ ـ ٢٤٤ ، الإشراق الثاني في اتحاد العقل بالمعقول.