الكلّ ، مع إضافة ما إلى المادة ، والناطقة ينالها مطلقة فتفعل في المحسوس عملا تجعله معقولا.
فصل
ثم إن للإنسان تصرّفا في أمور جزئية ، وتصرّفا في أمور كلية ، والثاني فيه اعتقاد فقط، من غير أن يصير سببا لفعل دون فعل ، إلّا بضم آراء جزئية ، فإذا حصل الرأي الجزئي تتبع القوّة المروّية قوى أخرى في أفعالها البدنية ، من الحركات الاختيارية ، أولها الشوقية الباعثة ، وأخيرتها الفاعلة المحرّكة للعضلات بالمباشرة ، وكلّ هذه تستمدّ في الابتداء من القوّة المتصرّفة في الكليات بإعطاء القوانين ، وكبريات القياس ، فيما يروّي كما يستمد من الّتي بعدها في صغريات القياس ، والنتيجة الجزئية.
وصل
فللنفس الإنسانية في ذاتها ـ باعتبار ما يخصّها من القبول عما فوقها والفعل فيما دونها ـ قوّتان : علّامة ، وفعّالة.
فبالأولى يدرك التصورات والتصديقات ، ويعتقد الحقّ والباطل ، فيما يعقل ويدرك ، ويسمى بالعقل النظري.
وبالثانية يستنبط الصناعات الإنسانية ، ويعتقد الجميل والقبيح ، فيما يفعل ويترك ، ويسمى بالعقل العملي ، وهي الّتي تستعمل الفكر والرويّة في الأفعال والصنائع ، مختارة للخير ، أو ما يظن خيرا ، ولها الجربزة والبلاهة والتوسط