فصل
حركة كلّ فلك متشابهة حول مركزه ، إلّا الحوامل في غير الشمس ، فحامل القمر يتشابه حول مركز العالم ، وحامل عطارد حول نقطة في منتصف ما بين مركزي العالم ، والمدير الّذي هو ستّة أجزاء وعشرون دقيقة ، على القطر المارّ بهما ، وحامل البواقي حول نقطة على القطر المارّ بمراكزها.
ومركز العالم في جانب الأوج على بعد مساو لما بين المركزين ، وذلك لزحل ثلاثة أجزاء وربع وسدس جزء ، وللمشتري جزءان وثلاثة أرباع جزء ، وللمرّيخ ستة أجزاء ، وللزهرة قريب من نصف ما بين مركزي الشمس الّذي هو جزءان ، وخمس دقائق ، وجميع ذلك بحسب ما يكون نصف قطر حامل ذلك الكوكب ستّين جزء ، عرف ذلك بالرصد ، وتسمى تلك النقطة مركز معدّل المسير ؛ لأنّه يتوهّم حولها دائرة بقدر منطقة الحامل ، وفي سطحها فلك معدّل المسير ، فإنّ مركز التدوير مقطع من محيطه في أزمنة متساوية قسيّا متساوية ، كأنّ خطّا خرج من مركز معدّل المسير إلى مركز التدوير ليديره حركة متشابهة حوله ، وهذا من الإشكالات الّتي أشرنا إليها ، وإلى أنها لم تنحلّ على أصول القدماء.
وفي الكواكب الستّ إشكال آخر ، وهو : أن القطر المار بالذروة والحضيض في تداويرها ليس في سطوح مناطق حواملها إلّا عند كون مركز التدوير في العقدتين في العلوية ، وفي الأوج والحضيض في السفليين ، والقمر إمّا غير ذلك الوقت ، فيحاذي نقطة أخرى ، مع أن الحامل إذا حرّك التدوير حركة بسيطة متشابهة وجب كون قطر التدوير المذكور محاذيا لمركزه في جميع