ولنتكلم الآن في تفاصيل المقادير ، على ما وجدوه بالفراسخ ، على أن كلّ فرسخ ثلاثة أميال ، كلّ ميل أربعة آلاف ذراع ، كلّ ذراع أربعة وعشرون إصبعا ، كلّ إصبع مقدار ستّ شعيرات ، كلّ شعيرة قدر ستّ شعرات من عرف الفرس ، فاسمع.
فصل
نصف قطر الأرض ألف ومائتان وثلاثة وسبعون فرسخا ، بالتقريب ، وقس عليه دورها ، وتكسيرها ، والمعمور منها.
ونصف قطر عالم الكون والفساد ـ أعني من مركز الأرض إلى مقعّر فلك القمر ـ إثنان وأربعون ألفا وسبعمائة وتسعة فراسخ.
ونصف قطر تدوير القمر بخمسة أمثال نصف قطر الأرض ، وسدس مثله.
وأبعد بعد القمر عن مركز العالم ، وهو عند كونه في الذروة والتدوير في الأوج ، أربعة وستّون مثلا لنصف قطر الأرض ، وسدس مثله ، وأقرب بعده ، وهو كونه في حضيض التدوير ، والتدوير في الحضيض ، ثلاثة وثلاثون مثلا ونصف مثل تقريبا ، ولوسط بعده الكائن بين هذين هو نصف مجموعهما والأرض تسعة وثلاثون مثلا وربع مثل القمر.
ونصف قطر تدوير عطارد اثنان وعشرون جزء ونصف جزء ، على أن يكون نصف قطر الحامل ستين جزء ، وبعده الأبعد مائة وأربعة وسبعون مثلا لنصف قطر الأرض ، وهو البعد الأقرب للزهرة ، كما أن البعد الأبعد للقمر هو البعد الأقرب لعطارد ، وبعد عطارد الأوسط الكائن بين بعديه هو نصف مجموعهما ،